mena-gmtdmp

ما نحتاجه هو فرصة

سلمى الجابري
| لم نعد نملك سوى اللحظة الراهنة، هذه اللحظة التي يملأها الحب لمرةٍ واحدة فقط، ثم يبدأ بالاختفاء، بالتلاشي والابتعاد عنها شيئاً فشيئاً، وكأنه لم يكن، ولم يُعَشْ، البعض لا يستغرق الكثير من الوقت كي ينسى، والبعض الآخر يحتضن كل ذكرياته كي لا ينسى، كي لا تموت تلك اللحظة بفعل الوقت أمام عينيه، لكن ما الجدوى من أن تسابق الزمن بذكرياتٍ يتيمة! ما الجدوى من أن تبقيهم بداخلك وهم الراحلون عنك؟ لن يعودوا كيفما كانوا؛ فالحب الذي جاءنا بهم، قد تبخر معهم، لا يمكنك يا قلبي أن تتمسكَ بيدِ لا تكترث لدفءِ روحك، لا يمكنك أن تتألم أكثر كلما صفقوا الباب من خلفك وغادروك؛ لأنهم وببالغ الأسف، سيعودون يوماً، سيعودون حينما تكفّ عن انتظارهم، سيعودون والخيبة تملأ ملامحهم، سيعودون حينما تصفعهم الحياة كي تشعرهم بالفقد، حينها فقط لن تفرط بمشاعرك من جديد، حينها ستتعلم كيف تحافظ عليك من أنصاف العشاق؛ فبعد كلِ خيبةٍ قد تمر بها، هنالك بدايةٌ عامرة بالحب تنتظرك، ما نحتاجه هو فرصة، نتناسى فيها الغصة، كي ننسى. ثمة انتظار يأخذ منّا كل شيء، حتى يتركنا نتلوى بالحسرة والفزع، وثمة انتظار يغدقنا بالحب المضاد وكأن ذاك الغياب لم يكن، وكأننا لم نعش ذاك التيه الموحش، وهذا هو الانتظار المشتهى، لكنه لا يأتي للكل، وكم هذا مؤسف