mena-gmtdmp

مجتمعٌ يرى الحب بعينِ السوء

سلمى الجابري
بعيداً عن كل ما قد يقال، عِش الحب كما تريد أنت فقط، فهذه الحكاية لن يعلم أحد بفصولها، بجنونها، بأحداثها، بغموضها وسحرها إلاكَ، لذا كل هذه التفاصيل الصغيرة لن يكترث بها أحدٌ غيرك. يحزنني كثيراً أن أرى البعض يميلون كل الميل نحو النهاية، وكأن كل ذاك الهوى لم يُعَش، وكأن كل تلك الحياة الزاخرة بالغرام كانت مجرد وهم، وها هي الآن قد شارفت على النهاية؛ لأن الجميع بلا استثناء قد أصبحوا يتقاسمون معهم اللحظة، الكلام، وحتى الخصام، فلم يعد بينهما ما يسمى بالخصوصية، بالراحة العاطفية، وكل هذا قد حدث بسببهما، بسبب غبائهما في ترك الباب مشرّعاً لأصدقائهما، لعائلتهما، وللعالمين عامةً في فرض القوانين والتحكم بهما. لا ينبغي أن يصل البعض إلى هذا الحد من السذاجة في الحب، فبعض الحرص واجب، وبعضه الآخر سلام. من منَا لا يرغب بأن يخبر هذا وذاك عما يعشيه، عن هذا الشعور الذي يقصف به ويعصف بكل جنون، من منا لا يرغب بأن يصرح بتفاصيل عشقه للكل! بالطبع الأغلبية قد تريد ذلك، لكننا في النهاية نحن ننتمي لمجتمعٍ يخشى من كشف الستار عن كل ما يمس العاطفة، مجتمع يرى الحب بعين السوء مهما اتضح نقاؤه وصدقه للعيان.