mena-gmtdmp

«انسيـه»

سلمى الجابري
«افتحي ذراعيكِ يا ذاكرتي، فقد حان استقبال النسيان». ناديا تويني. > عندما تُسحق تفاصيلكِ المحمومة بالحب ظلماً «انسيه» > عندما يصفعكِ بغيابهِ الكارثيّ إجحافاً «انسيه» > عندما يحاول حقنكِ بالوجع ضعف خيبتكِ بهِ «انسيه» > عندما يتحول لألدّ أعدائكِ باسم الغيرة والتملك «انسيه» > عندما يعقد المؤامرات والمزايدات الملغومة بالأسى فوق قلبكِ «انسيه» > عندما تصلين لمرحلةِ الهدر العاطفي دون جدوى تذكر «انسيه» > عندما يحاول سحق طموحكِ جملةً وتفصيلاً «انسيه» > عندما تحاولين الاكتمال بهِ، بينما يحاول هو التنكيلَ بكِ «انسيه» > عندما يضرم الحرائق حول خاصرة عاطفتكِ له «انسيه» > عندما يأبى المضي قدماً بينما يفضل الوقوف مطولاً أمام أصغر المشكلات «انسيه» > عندما يشدكِ للهوة، بينما تحاولين التشبث بالعدم باسم التضحية «انسيه» > عندما ينفض غبار الألم عن كلِ القلوب ما عدا قلبكِ «انسيه» > عندما يُلقيكِ لليالي العجاف دون اكتراث أو قلق أو حتى دونَ إنسانية «انسيه» > عندما ينتهي موسم الجنون بكلِ تأبينه ونزقه، حينها إن ترككِ واقفة في المنتصف، مشدوهة كفزاعةِ حقلٍ جافة وناشفة من الحب لا تنتظريه، و«انسيه» سريعاً. «انسيه» طالما لا يوجد لفحة حب بقلبهِ باقية لكِ، انسيه يا صديقتي لتعيشي أنتِ، انسيه ليموت، انسيه ليتعجب ويُصدم بكِ، انسيه لتفاجئي قلبكِ، وانسيه لترقصي فوق جنازته بفرائحيّة. اصنعي من الذكريات المفرومة «تبولة»- أحلام مستغانمي لا تقفي مطولاً أمام الحياد ولا تهدري المزيد من عمركِ باسم الوفاء للذكرى، وهل ستبقى تلك الذكرى وفيّة لكِ أيضاً؟ لا أعتقد، لذلك خذي من شتات هذا الحب حافزاً لكِ، وخذي من كلِ هذه الغيوم العاطفية الملبدة بالبكاء دافعاً قوياً للبقاء للحياة، للحب وللضحك، لا تجعلي كل تلك الهالات الغابرة تتكاثر حول عينيك، ولا تجعدي ملامحكِ طالما ما زال قلبكِ فتيّا بالأمل