عبارة واحدة فقط قد تمحو عِشرة سنين. لفظ واحد قد يسقط من الذاكرة كل العواطف والحبِّ، وبعدها يصبح من عاشرته غريباً عنك، ومن كان أقرب قريب بكلمة واحدة يصبح أبعد مما نتصور، فالفراق مؤلم، والأكثر إيلاماً حدوثه لأتفه الأسباب بين الأزواج؛ لأنَّ الزواج من أهم العلاقات التي تجمع بين البشر، وهو مشاركة وتعاون وتضحية في جميع المجالات الاجتماعيَّة والنفسيَّة والاقتصاديَّة والصحيَّة والتربويَّة والسلوكيَّة والجسديَّة. قال تعالى: «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة». فالآية تصور لنا أنَّ الزواج هو السكن والرحمة والمودة، فالود والحبُّ يزيدان من التوافق والتفاهم، وبالحبِّ والصدق والثقة والاحترام تبنى الحياة وتستمر العلاقة، وهي من أهم الأسس التي تقوم عليها الحياة، وأي إغفال لأي جانب منها قد يعرقل استقرارها، كما أنَّ الشكَّ والتذمر والأنانيَّة تدمر وتقتل الحبَّ، وتجعل الحياة جحيماً، وفي زحمة الحياة والمسؤوليات تضيع أجمل المعاني، ويذهب معها الرضا والحبُّ والتفاهم، وتصاب الحياة بالجمود والتبلد، وتسير على وتيرة واحدة، وتهمل الحوارات الوديَّة واللمسات النديَّة، والحياة الزوجيَّة تحتاج إلى إزالة الصدأ من فترة لأخرى، وإلا استعصت إزالته مع مرور الوقت، ولا توجد حياة أسريَّة من دون خلافات، لكنْ هناك فرق بين خلافات تأتي نتيجة لمحاولة التكيف مع الحياة الجديدة، وهذه لها مذاق خاص، وتؤدي أحياناً إلى تقوية الروابط، وبين خلافات تعكر صفو الحياة الزوجيَّة؛ لأنَّها ضارة ومستمرة، وقد تكون خطراً حقيقياً على كيان الأسرة.
فليس المهم أن يعرف كل طرف كيف يتكلم ويبوح بما لديه فقط، لكن بجانب ذلك أين وكيف ومتى الوقت المناسب، وأن يتعلم كيف يحاور من دون تجريح وتوبيخ ولوم، ومن دون انتقادات لاذعة، فالعلاقة تحتاج إلى الدعم والتشجيع والمديح من دون تكلف أو افتعال أو مبالغة، ولابد من الاحترام المتبادل، وأن يشعر كل شريك بما يحمله الآخر من مشاعر ويحترم رغباته، ولابد من ترويض الذات على التضحية والتنازل والشورى والشكر والقناعة، ولابد أن يبذل قليلاً من الجهد ومزيداً من التفكير في كيفيَّة المحافظة على هذه الحياة لتستمر، فكما أنَّ الأفعال لها دور فعال لإظهار مشاعر الحبِّ والود. كذلك التعبير لا يقل شأناً عنها، فقد تنهي كلمة واحدة سوء الفهم الحاصل بين الطرفين، فالحياة تحتاج إلى أكبر قدر من التسامح والرضا والاتجاهات المشتركة والقبول والاقتناع والتفاهم المتبادل.
إنَّ من أثمن هبات الحياة التي يهبها الله لنا الزوجة الصالحة التقيَّة المعطاءة، والزوج الذي يخاف الله فيما استرعاه من أمانة.
أنين الحياة
| ليس يشقيني أنَّ الحبَّ مات، وإنَّما لأنَّه مات لأتفه الأسباب.
| تصبح الحياة أجمل وأروع مع القدرة على ملامسة قلوب من الحبِّ.
| عندما تعرض شريط حياتك لا تجد سعادة أكبر من الهناء العائلي.
| إذا أحببت أن يدوم حبك لأحد فأحسن إليه.