خلف الليالي العجاف، هناكَ قلوب تئنُّ بالحنين حد ترمّدها الوجع بسبب الإهمال.
للأسف، للآن لم أجد للامبالاة أي عُذر، لا أعلم كيف يستطيع البعض الانسلاخ من جذوة الاهتمام بعصيانٍ نجهله، وكأنهم بتلك الطريقة الضمنية يخبروننا بأن وجودنا في سياق حياتهم لم يعُد يُغريهم كالسابق. لذلك يضربون بكل احتياجنا لهم عرض حائط التمرد؛ فقط حتى يأتونا في أرذل العُمر العاطفي مُتحججين بقولهم إن النهاية قد حانت، إن المشاعر المُتكتلة خلف كل تلك السنين شاخت، وقد حان الوداع، ودفن جميع تلك التفاصيل بإثارتها وحُزنها تحت كنف الغياب.
فلا نعلم هل نضحك على سخف النهاية أم حماقة مشاعرهم، أم نبكي على وحشة الأيام القادمة بدونهم، أم نحشر ذكراهم ونُكدسها حتى نُلقي بهِا للنسيان دُفعةً واحدة؟
بتلك الوتيرة المُربكة يصفعُنا الغرام بقَدرٍ لم نتوقع فيهِ قسوتهم، ولم نحاول سابقاً تنبؤ رحيلهم؛ ليعودوا بعد غياب ونيف يجرون خلفهم أياماً مضت بحلاوة ذلك الحب، ثم يُطالبوننا بأن نعود لأوطانهم التي هدموها في حينِ غرّة منا، بتلك البساطة يعجِنون حُبنا لهم ويطحنونه كما أرادوا، مُتوقعين أننا سنعود لهم بكلِ خنوع التوق وتأبينه. وحتى إن عدنا لن تتكرر تلك الفرصة لهم أكثر من مرة.
كما قالها الروائي محمد علوان:
اكتشفتُ أخيراً أن الكلمات التي يقولها عاشقان في لحظةِ عناق والوعود التي يقطعانها في غمرة البكاء، لا يجب أن تؤخذ بجدية