| أتخيّلكِ بشقاوةِ الطفولة، وبمراهقةِ الصبا، وبجماليّةِ النضج، تُعانقينني، وتُصارحينني، أتخيلكِ بأمومةٍ مُفرطة، وبعذريّة مشاعري؛ اخترتُ لكِ اسمكِ.
ستكونينَ انعكاسي منذ لحظاتكِ الأولى وحتى الكِبَر، سنجوب أنا وأنتِ مدن المشاعر، وسأخبركِ بالكثير من الأسرار التي طواها الزمان، وسنتوقف كثيراً عند استفهاماتكِ الأولى، وحيرتكِ اللذيذة، ستأخذينَ بيدي نحو أمومةٍ كنتُ أجهلها، أشعرُ بكِ يا أنا، رغم أنكِ في العدم، وها أنا أحملُ لكِ ضعف حُب الأمهات، وبكلِ حيادٍ سأكتفي برائحتكِ، وكلماتكِ الأولى، سأتناغى بكِ كما ستتناغين أنتِ بالحياةِ في مراحلكِ الأولى، وبأطوارِ عمركِ القادمة؛ سأكبر معكِ حد الفخر بكِ .
فهذه المشاعر أحملها وأعيشها بصورةٍ غريبة، كما تعيشها جميع إناث الكون؛ لذلك نحنُ نتشارك بأمومتنا الحنونة؛ فنتقاطع عندها.
رغم عدم فهمي لتلك العاطفة المتأججة نحو الأطفال، وما هو سر هذا الحُب المضاعف لهم؟ لكن قد تكون بسبب فطرتنا الأنثوية التي خُلقنا من أجلها؛ لذلك يكفي أنّ بداخلي رحماً سيحمل أجنة الحياة بهِ.
لا أتمنى لكِ يا طفلتي الغائبةَ عني والقريبةَ من قلبي، سوى الحياةِ السعيدة، التي يملأها الحب حد الدهشة، ولأنكِ أنا؛ سأحاول أن أعلمكِ سر البقاء، دونَ شقاءٍ أو فراق، فقط جُلّ ما أريدهُ لكِ أن تعيشي بحياةٍ لا تشبهُ حياتي؛ لذلك من المهم أن يكونَ أبوكِ غيرَ كلِ الرجال، حتى يأخذنا على محملِ الفرح دونَ كللٍ أوملل، فليسَ جميعِ الرجال لهم تلك القدرة على الإخلاص لنسائهم وأطفالهم، فقط كوني على ثقة كما أنا على يقين بأن أباكِ سيكون عظيماً في عينكِ حد الزهو بهِ.
وحتى ذلك الحين سأظلُ أكتبُ لكِ الكثير من الرسائل المُفخخة بجزيل الاشتياق لعناقكِ، كوني بخير