تزامناً مع معرض الرياض الدولي للكتاب، بدأت بالظهور أسماء كثيرة للأقلام الشابة، كما بدأت تنتصف الأرفف الكثير من الإصدارات المميزة بطرحها، والمختلفة من حيث مضمونها وأسماؤها، وهذا مؤشر أراهُ أنا إيجابياً، بل رائعاً ويحرض على الابتسام، وقد يراه البعض أنه ثورة كتابية من أقلامٍ مبتدئة أو متطفلة تحاول الارتكاز بين نخبة الأقلام والأسماء، وهذا الأمر ليسَ عيباً على الإطلاق، طالما أن المجال متاح للجميع وليسَ حكراً على فئة معينة، فلا بأس بأن يكون لهم دافع وحلم يطمحون من أجل تحقيقه والوصول له، كيف وإن كان ذلك هو صدور مؤلفات لهم، صدور كتب تزدحم بمشاعرهم، بأفكارهم بصوتهم وصراخهم وذكرياتهم المزدحمة، والتي أخرسها المجتمع بداخلهم عمداً!
ولأنه لا يوجد لدينا أي جهة تدعم الأقلام، توجهها وتتبناها من المهد، لذلك قرروا جميعاً أن يقوموا بدعم أنفسهم بأنفسهم، وألا ينتظروا أي ثناء من أي جهة سوى من قرائهم فقط، وهذه التجربة ستكون زاخرة بعدة مواقف، بعدة أفكار وبعدة أحداث لا يمكنهم أن ينسوها أبداً، فمجرد مصافحتهم للقراء، ومخاطبتهم للوسائل الإعلامية، والإجابة عن تساؤلات الزوار سيستفيدون كثيراً، وستكون هذه الخطوة دافعاً قوياً لهم للاستمرار، وعدم الالتفات للأفواهِ الحاقدة أو حتى الناقدة بصورةٍ سيئة.
فهذه لم تكن سوى البداية، والقادم سيكون لكل الأقلام المبتدئة محفوفاً بالدهشة والنجاح، لذلك استمتعوا بنجاحكم، بمؤلفاتكم، وبشغفكم لملامسة الحلم على هيئةِ كتبٍ مكتظة بلغتكم المختلفة، لذلك عليكم القراءة والاستمرار في القراءة؛ حتى تحقنوا أبجديتكم بالثراء اللغويّ، وحتى تحافظوا على ألقكم وخيالكم الخصب، فالقراءة يا رفاق تجعلنا نتمدد، نتسع ونجوب الكثير من الحيوات لنعود لأوراقنا البيضاء محملين بالفلسفة، وبعوالم الأفكار، فالكاتب لن ينجح دون أن يسعى جاهداً لتطوير لغته، للعومِ بين الكتب، ولالتهام الكثير من الصفحات، الكاتب لن يتعدى أولَ كتابٍ له طالما لم يحاول أن يحقن قلمه بحبرٍ لغويّ آسر، وهذا لن يتحقق إلا بالقراءة الدؤوبة، وليس من الضروري أن تقرأ في مجالٍ معين طيلة حياتك الكتابيّة، بل من الواجب عليك أن تقرأ عن أي شيء وكل شيء؛ حتى تصبح لديك خلفية شاسعة من الأفكار ومن المعلومات التي قد تبهر أي قارئ قد يقرأ لك، فمن وظيفة الكاتب أن يثري قراءه بمعلوماتٍ لم يقرأها من قبل؛ حتى يحقق الدهشة بين ملامحهم دوماً.