عصر خطف الأزواج!

أميمة عبد العزيز زاهد
أصبحت كلُّ زوجة ثانية في نظر المجتمع سارقة أزواج، ومحطمة قلوب وهادمة بيوت، وهادمة اللذات، ومفرقة الجماعات وسيرتها على كل لسان ووراء كل باب. إذن فلنبشر خيراً في وقتنا الحالي، فالعصر الذي نعيشه هو عصر خطف الأزواج، ألهذا الحد أصبح الرجل بهيبته وقوته ورجولته سهل الخطف؟ وكأنَّه لعبة يمكن انتقاؤها في أي وقت وبمنتهى السهولة، حسب الإمكانات والقدرات والمؤهلات والمواهب. صحيح أنَّه في بعض المواقف قد تحدث عمليَّة الاختطاف في ظروف غامضة، وتتم بطريقة غير سليمة وبأسلوب ملتوٍ، ينبذه العرف وترفضه العادات والتقاليد، ويسبب القهر للزوجة الأولى والألم للأبناء. وفي هذه الحالة يعتبر الاختطاف غير أخلاقي؛ لأنَّه لم يراعِ فيه مخافة الله، ولا الالتزام بشرعيَّة الزواج، ويندرج ضمن بند الغش والخداع والخيانة، خاصة عندما يحدث الخطف من قبل محيط الأهل أو الصديقات بصورة تدمَّر فيها العلاقات الزوجيَّة، وتهدم البيوت المستقرة، خاصة لو تم عن طريق استغلال الفرص، فلا يجوز إفساد حياة أسريَّة مهما كانت الأسباب؛ لأنَّه في النهاية سيؤدي لنتائج لا تُحمد عقباها، والمرأة التي تخطف زوج صديقتها تستحق عواقب فعلتها؛ لأنَّ الرجل الذي يسهل عليه خداع الأولى من الأسهل عليه خداع الثانية. وعلى الرغم من مشروعيَّة الزواج بأكثر من واحدة؛ إلا أنَّه يجب على الزوج أن يتقي الله في زوجته طالما لا يوجد سبب يدعوه للزواج عليها، وحتى لو رغب فعليه تحمل نتيجة قراره بكل وضوح وصدق ومن دون لفٍّ ولا دوران. أما أي امرأة يتقدَّم إليها أي رجل وتجده مناسباً، فما الخطيئة التي سترتكبها، إذا تم ذلك في حدود الشرع وبطريقة سليمة وحسب العادات والتقاليد، مع مراعاة الحقوق والواجبات لجميع الأطراف. ولو أنَّ كل زوجة فكرت في الموضوع بطريقة منطقيَّة وواقعيَّة، واستخدمت عقلها قبل قلبها لخرجت بعدَّة قواعد مهمة: القاعدة الأولى: يجب عليها ألا تلوم الأخرى؛ لأنَّها لو كانت مكانها وفي نفس الموقف، ونفس الظروف، ومرَّت عليها نفس الأحداث، لما تردَّدت لحظة واحدة في القبول. القاعدة الثانية: ستفكر بالمنطق لماذا تحرِّم أمراً قد أحله الله؟ القاعدة الثالثة: أن تثق بأنَّ زوجها لا يمكن اختطافه؛ إلا إذا كانت لديه الرغبة بذلك. القاعدة الرابعة: تحاول أن تهدئ من روعها، وترضى بالواقع، وتتعايش معه؛ رغم صعوبته وتلتمس الصبر من الله. القاعدة الخامسة: أنَّه لو قرَّر الزواج بأخرى؛ فإنَّ لم تكن هذه فستكون تلك. القاعدة السادسة: أن تقبل بقسمة زوجها على اثنتين، وتدعو الله ألا تحتاج بعد ذلك إلى أن تقسمه على أربع. أنين الحقيقة الضائعة.. نحن بحاجة للحظة صدق، نمزق فيها الأقنعة التي نخفي وراءها الحقيقة الغائبة عن واقعنا.. نحن بحاجة ماسة إلى الجرأة؛ لنعرف لماذا نتستر على الصراحة وكأنَّها جريمة.. لماذا نرمي الحجارة على بيوت غيرنا، مع أنَّ بيوتنا قابلة للكسر في أي لحظة؟