mena-gmtdmp

الكلمات المقتضبة

سلمى الجابري
| عن الكلمات المقتضبة التي تؤذينا بعمقها وقصرها، تلك الكلمات التي تحيينا بِرقة هي أكثر ما ستؤذينا مستقبلاً. أكثر ما أدركته في طورِ الصمت والترقب، هو شعوري بالانكسار، ذاك الشعور الذي يحجب عني الحقيقة، والذي لطالما كان يحاول أن يخبرني بأن لا جدوى تذكر من انتظار بقيّة الكلمات، بقية الأصوات، بقية المشاعر، فلا عزاء لي من مواكبة هذا الفتور بحبٍ منتفض. الواقع الذي أبنيه فوق الخيال، وفوق كلّ الكلمات المفزعة، ما هو إلا أول الفواجع وآخرها، ويبقى السؤال يتداعى بين بقية الأجوبة، كانهيارٍ كارثيّ، وستبقى تلك الكلمة ناقصة، تلك الكلمة التي تبدأ بالاحتياج، وتنتهي بالاجتياح. «لم أفرّط بالحديثِ قط، إلا بنيّةِ البقاء». قد نحتال على الوحشة، لكن أن نحتال على موت الكلام فينا، هذا يفوق قدرتنا وعجزنا، وأنا بتُّ عاجزة أمام أنصافِ الذكريات، الذكريات التي تقتات على شراهةِ الحياة، رغماً عن سوأة الانتظار. لا تكسرني بصمتك، صمتك الذي يحرّضني على أن أفرش لك كل اللغة، كل الكلمات دفعةً واحدة؛ حتى أسمعك، هو ذات الصمت الذي قد يبعدني عنك وأنا في غمرة احتياجي، الصمت الذي بات غريباً عليّ، بات يخيفني أيها الساكن مع احتضاري