الانكسار الأول

سلمى الجابري
| إلى الرجُل الذي صورته أمامي.. كيف هو حالك في الغياب؟ بل كيف هو حال قلبك في هذا الصمت الآسن؟ أتمنى أن تكون بخير، بل أتمنى أن تكون على قيد الحب.. ذاك الحب الذي بات ناقصاً فيَّ.. أتمنى أن يكتمل معك.. ما قصدته هو أنني أتمنى أن تكون هنالك امرأة أخرى تناديها بـ(طفلتي) دون أن تشعر بذلك، تماماً كما كنت تقولها لي. مرّت الأيام على عجالة، مرّت بشكل خاطف ومريع، مرّ شهر ونصف على آخر كلمة قلتها، وعلى آخر لقاء جمعنا. شهر ونصف من الانتظار، من الدعاء، من القلق والفزع، شهر ونصف من العذاب يا رجُل.. (كم أنت طاعنٌ بالغياب، وكم أنا مُغيّبة بالاحتراق!). صورتك أمامي، طبعت العديد منها، ثم اقتنيت ألبوماً خاصاً بنا. أملك في رصيد ذكرياتنا صوراً لا بأس بها، كافية بأن تمدني بالحب، وبالسلام الذي أحتاجه، كما ما زلت أحتاجك أنت بالذات، لكن بربك.. أينك عني؟! بحق كل ذكرى بريئة لم تكسرها الخيبة بعد.. ماذا فعلتُ بك؟ ما هو ذنبي؟ ما هو هذا الخطأ الذي تحاول معاقبتي عليه؟ ما هو هذا الخطأ الذي حرمني من صوتك، من حنانك، من وجودك ومنك كلك؟ (يا رب الطمأنينة.. أحتاج للراحة، وراحتي معه) ستقرؤني وأنت تشعر بالتناقض، كما كنت تشعر على الدوام. لكن ستبقى هنالك أسئلة كثيرة تطرحني موتاً، وأخرى تخيفني وتنهيني حنيناً