mena-gmtdmp

ظلامٌ لا يطرق نوافذ الضوء

سلمى الجابري
| هل جرّبت يوماً شعور الشمعة؟ في أن تظلّ تحترق وتحترق، ثم تختنق بصيرورة الذوبان فتختفي رغماً عنك! هل طرأت على بالك يوماً فكرة القفز من علوٍّ تجهله، كي تتحدّ مع العدم؟ فتتخلص بالتالي من كلِ ثقلٍ بات يقيدك؟! حسناً، فكل ما تحتاجه يا صديقي هي فكرة واحدة، شعورٌ واحد، وحياة طويلة تمدّك بالكثير من الموت والبقاء؛ كي تشعر بيُتم الحب، بيُتم الصداقة، بيُتم اللحن الباكي، بيُتم النظرة الأخيرة، بيُتم العالم في لحظةِ عناقٍ طارئة باتت كحلمٍ مُلبّد. وعلى سبيل الاجتياح، فالظلام لا يطرق نوافذ الضوء، حتى يُأذن له بالدخول، إذن ما المانع بأن نمنح ذواتنا تلك الخاصية في العبور والاجتياح أو حتى التوقف، دون أن نقلق، أن نترقب، وأن ننتظر الإذن من العالمين، حتى نحب ونكره أو نهرب! ليست هنالك لحظة مؤكدة يمكنك المراهنة على دوامها كي لا تحزن، فالأوقات التي نبتسم ونرقص بسببها هي أول اللحظات التي تنقضي بفعلِ الأقدار، وحتى الصداقات والعلاقات ستنقضي يوماً ما دون أن ندرك بأن نهايتها قد حانت، لذا لا تأسف على عمرٍ قد أسرفته من أجل أن تُحيي الأجزاء الميتة فيك. فكلما تعمقنا بالحياة.. أدركنا حقيقة فنائنا. لا ينبغي علينا أن نفرط بجلدِ الذات أو الندم، حتى نتصالح مع بشاعة الوجع؛ لأن في نهاية المطاف سنظلّ معتلين بالانتظار، وبالكثير من الحنين حتى حين