ننصب الفخاخ، نرسخ أفكارًا لا تعنينا، نجترّ اللامبالاة من خلفنا، ونحن الذين نخلق من ألفِ تنهيدة مشهدًا ومشهداً، لا أحد فينا يستطيع المراهنة على ما يدور في رأسِ الآخر، فكلنا نكاد أن نغرق في العدم. فكرّة التخلي، هي الحل، هي المخرج، هي المنفذ الوحيد، حينما تتكاثر بداخلنا الكلمات، الشخوص، وكل التعابير التي لا يمكننا أن نلفظها أمامهم، الممر الوحيد للخلاص، هو الصمت يا قلبي. فهذه الخيبات لن تستكين، لن تهدأ، إلا حينما نخرس كل أفواه الذكريات من حولنا بداخلِ هذا المجاز. تجاوزوا المعبر، قبل أن تتسرب أحلامكم من خلاله، تجاوزوه قبل أن يقفل باب الحب أبوابه، أمام أي شعورٍ قد يطرق الباب فجأة، تجاوزوا كل هذا الملل، هذا العتب، قبل أن تترك الخيبة لكم الطُعم والسنارة، وتأخذ منكم اللهفة والجسارة. نبحث عن الطريقة التي نخرج فيها، دون أن نتقمص ذواتٍ ليست لنا، دون أن نظهر ما لا نضمره، نبحث عن الحل الذي يبقينا بعيدين كل البعد، عن مضمار العجز، الذي بات يتسابق فيه كل من يدّعي الحب، والخيبة..