لحظاتٌ كثيرة ما زلتُ أنتظرها، أترقبها من خلالك، أشعر باقترابها، بالتفاف الحياة من حولها ومن حولنا، ثم يبدأ صوت الموسيقى يعلو، الأصابع تشيرُ إلينا، أعين العالمين علينا، ها نحن ذا أمام الملأ نبتسم بربكة، نحاول تجاهل كل هذا الاحتشاد، فنتقدم ببطءٍ يُقربنا من بياضِ حلمنا، بينما يشعرهم بالغيرة، يدك تشدّ على يدي، تتمتم في مسامعي برغمِ الصخب: لا شيء في هذه الحياة مهمٌ سوانا، تقولها بنبرةٍ تتسم بالجديّة أكثر: أنتِ أنا، لتختمها بـ(أحبك).
كنتُ أراهن الجميع على قلبك، بينما لا أحد راهن على الحب سوانا، وها نحن الآن معاً رغماً عنهم.
الطمأنينة التي تتبع كل تفاصيل الهوى، هي أقصى أمنيات العشاق، هي الشعور المشتهى، ونحن من حظينا به.
كل اللحظات التي قد تعقب مشهد الحب، هي لحظات مخلدة، لا يمكن نسيانها، لا يخف بريقها، لا تتململ من الاشتعال كي تدوم للأمد، تماماً كاللحظة التي تقاطعت بها أقدارنا، فأنا سأظلّ شغوفة بكل الحكايا التي سنعيشها، لأدوار البطولة المشتركة، للرسائل التي ستكتب في ساعة حب أو بكاء، سأترقب الأغنيات التي ستهدى باسم البقاء، وباسم الرحيل أيضاً، صدقني لن يكون رحيلنا إلا رحيلاً كاذباً، فنحن قد اختبرنا الفراق، ولم نستطع أن نغيب سوى لبضع ساعات، وما دون ذلك فهو سيكون من باب العناد، لذا سأحيا من أجلِ أن أعيشك بأكثر من حياةٍ وحياة، كما سترافقني أنت في هذا المشوار الطويل وأنت مشدوهٌ بفعلِ الجنون، فهنالك الكثير ما زال ينتظرنا، لذا دعنا نستعد له ونحن بملءِ الهوى..