mena-gmtdmp

لا يمكنني التخلي عنك

سلمى الجابري
قال لي اكتبي هذه المرّة عن من لا يجيد التشبث بمن يحب، أو اكتبي عن من يجيد ذلك، أو حتى فلتكتبي عنهما كليهما. من قبلِ كل الاستفهاماتِ المبهمة، من قبل كل المصادفات التي نعلق بداخلها دون أن ندرك ذلك، أحببتك، كتبتك كثيرًا، انتظرتك طويلاً، بكيت عليك، اشتكيت منك إليك، ثم عدت مجددًا لأحبك بكامل فزعي، بكامل توقي، بكامل اللهفة التي ما كنت لتعرفها، لو لم تجمعنا الأقدار الطيبة بعيدًا عن كل الوجوه التي نحبها، بعيدًا جدًا عن كل من ينتمي لنا، أو ننتمي نحن له في المقابل، أحببتك من قبل هذا بكثير، لكن لم أكن لأخمن أن أحبك أكثر من ذلك، أكثر من أن أعيش معك أكثر من حكاية، أكثر من حب، أكثر من جنون وحياة، لم أكن أنتظر أن تزدحم بداخلي، أن تتكرر في كل الأمكنة التي زرتها معك، أو تلك التي لم تشهد على حبنا بعد، كشيءٍ غير قابلٍ للتكرار. لا أعلم كيف من بعدِ كل التفاصيل المجنونة التي قد تعاش في أية علاقة، كيف لها أن تنقضي، أن تنتهي؟ وكأنها لم تكن! كيف فرطوا بالذاكرة، بالذكريات، بالأغنيات، بالرسائل، باللحظات المكتظة بالبكاء، بالعناق، بالقسوة، بالعناد، بالغيرة، بالطفولة، بالصمت، بالرقص، باليدِ التي كانت تربت فوق كل وجع بحنان العالم! كيف فرطوا بالحب يا قلبي! في لحظةٍ واحدة! وعلى دفعة واحدة! كيف لهم أن يرحلوا، وكل هذه اللحظات هنا؟ لا يمكنني التفريط بقلبك الطيب، بوجهك الذي أحبه، بعمري الرائق معك، لا يمكنني المضي قدمًا، بينما كل شيء أنتمي إليه معك، بداخلك، وفيك، لا يمكنني التخلي عنك، حتى وإن أردت ذلك..