قبل أن تطرق الباب، اقرأ هذه اللافتة وتوقف قليلاً: أهلاً.. لا مساحة تتسع لصديقٍ آخر، فكل الوجوه في عالمي باتت مكررة، حتى وجهك أنت أيها العابر قد رأيته سابقاً، في حدثٍ ما لا أذكره، أو لا أنوي تذكره، احذر أن تقرأ ما كتُب هنا على سبيل الشفقة، فلا شيء هنا قابل للتجربة، ابحث عن بابٍ آخر.
ولأنني قد أغلقتُ دفاتري، نوافذي، كل الأبواب المؤدية للحنين، للاشتياق، للانتظار، أو حتى لزيفِ الحب، لم يعد الطريق إليّ سالكاً، ولم أعد أنتظر عودتك ومعي أغنياتك.
عدتُ للوحدة، للصمت البكر، لمشاهدة هذا الحزن الرائق بمفردي، عدتُ لأشيائي المحبوبة دون قلبك، لم يعد حبك هذه المرة كافياً، حتى لمواساتي.
أيها العابر الممتلئ بالحياة، بالأمنيات، بالكلمات المبللة بالحبِ والعناق، لا تثق كثيراً باللحظات التي يغلبها الجنون، فكل التفاصيل التي تتكاثر بداخلها الدهشة، ستقتلها الخيبة يوماً.
قد أبدو لك هذه المرّة أكثرَ جرحاً ووجعاً، وفي الحقيقة أني انتظرت هذا الألم المسكون بالعدم طويلاً، فأنا لم يكن يقنعني كمالك، كانت تبدو صورتك في عيني مريبة، رغماً عن كل شعورٍ كنتَ تغرقني فيه بحب..