روزينا لاذقاني: أنا ضد الاحتكار وهذه الشائعة أزعجتني كثيراً


إصرارٌ على إثبات الذات في ساحة كبيرة تلفظ المتهاونين، هي القاعدة التي وضعتها الفنانة روزينا لاذقاني منذ بداية مشوارها الفني، فنزلت ابنة مدينة حماه إلى دمشق لتدرس في المعهد العالي للفنون المسرحية، وساعدتها عوامل عدة، أولها جمالها، على دخول عالم الفن لتستطيع وبوقت قصير أن تفرض هيبتها في الوسط الفني. عن مسلسل "الهيبة" وآرائها الخاصة بمواضيع عديدة، التقتها "سيدتي" في الحوار التالي:

ما إيجابيات وسلبيات مشاركتك في مسلسل «الهيبة»؟

مشاركتي في «الهيبة» مليئة بالإيجابيات، فقد شكلت نقلة نوعية في حياتي الفنية. أما عن السلبيات، فهي ليست سلبيات بمعنى الكلمة، وإنما هذا النجاح الصغير الذي حصلت عليه يمكن أن يحمّلني مسؤولية أكبر في اتخاذ قراراتي الفنية في ما بعد، وكيف أستطيع أن أطوّر نفسي وأن أكون جيدة بما فيه الكفاية للظهور بشكل مختلف بعد «الهيبة». أيضاً، هناك جانب سلبي إيجابي لا علاقة له بـ«الهيبة»، وهو أنني لا أعمل في مسلسل غيره الآن، مما يجعل لي شكلاً واحداً وشخصية واحدة في عين المشاهد، ويجعله في ترقب ليعلم إن كنت قادرة على تأدية دور آخر أم لا.

المساحة التي حصلتِ عليها في مسلسل «الهيبة» هي مساحة واسعة، فبرأيك إلى أين ستأخذك هذه المساحة في المستقبل؟

لا شك أن مسلسل «الهيبة» وضعني في مكانة هامة جداً بين ممثلات جيلي، وأتخيل أنني لولاه لما استطعت الوصول إلى تلك الجماهيرية في هذا الوقت القصير. مساحتي في «الهيبة» لن تؤثر عليّ كعمل ولكن ستؤثر عليّ كنجاح، فنجاحي في «الهيبة» يحمّلني مسؤولية أكبر في التروي في اختيار الأدوار القادمة، مع احتمال أن يُقدَّم لي دورٌ في عمل أقل أهمية، ويكون أقل مساحة، ولكنني أشعر بقدرتي على صنع شيء منه بالشكل الصحيح، وبالتالي هو سيقدمني للناس بالشكل الصحيح. يعني وبكل وضوح، ما سيأتي بعد «الهيبة»، هو أي دور يترك أثراً عند الناس وليس بالضرورة أن يكون دور بطولة، سأفكر في دور يبرز قدراتي كممثلة وليس الدور الذي سيحقق لي شعبية أكثر.

 

 

سأشارك في «الهيبة 3»

العمل مع الممثلة منى واصف هو قيمة فنية مضافة لأي فنان، كيف كان وقوفك إلى جانبها في «الهيبة»؟

منى واصف إسم كبير جداً وعمود من أعمدة الدراما السورية، والحقيقة تجربتي الأولى معها لم تكن في «الهيبة» بل كانت في مسلسل «شوق»، وفي أي عمل يعمل فيه الممثل إلى جانب الممثلة منى واصف يشعر بنوعين من الخوف، الأول يتعلق بأدائه ودوره، والثاني يعود للوقوف أمامها. هي لديها محبة وطاقة إيجابية في العمل تحوّل الخوف لراحة واندفاع، وتتمتع بأخلاق عالية جداً بالإضافة إلى وجود طفل مشاكس في داخلها، وهو خفيف الظل محبّب للجميع. أعتبر نفسي محظوظة لأنني عملت معها ثلاث سنوات على التوالي وفعلاً أشعر تجاهها بالبنوة. منى واصف بعظمتها تتصل للتهنئة بمشهد أو عمل جيد، تشجع الممثلين وترفع معنوياتهم.

كيف يتعامل تيم حسن مع العاملين معه من فنيين وفنانين؟

تيم فنان مهني وخلوق لأبعد الحدود، يتعامل برقي وطيبة مع الجميع، ويمنح راحة للذين يعمل معهم، ويعامل الجميع باحترام سواء من لديه مشهد ومن يشاركه البطولة. تعلمت منه كثيراً لأنه يخاف على عمله وكأنها أول شخصية له في الحياة، يعمل على تفاصيلها، ولا يستهين بها. أريد أن أذكر أيضاً جميع العاملين في «الهيبة» لأنهم كانوا عائلة بكل معنى الكلمة.

من هو الممثل المشارك في «الهيبة» وتتوقعين له النجاح مستقبلاً؟

أويس مخللاتي، فإضافة لمحبتي الكبيرة له على الصعيد الشخصي، كنت أشعر قبل أن نعمل معاً في «الهيبة» أن لديه الكثير ليقدمه، لديه خصوصية وشكل يميزه عن غيره، ويملك موهبة كبيرة جداً، وطاقة كبيرة جداً جداً. كنت أشعر أنه في حال أُعطي الفرصة المناسبة سيصبح من أهم الممثلين، وهو طبعاً حصل عليها في «الهيبة» من قبل المخرج سامر برقاوي الذي استطاع أن يقدمه بالشكل الصحيح.

هل ستشاركين في «الهيبة 3»، وهل هو سيحقق النجاح المطلوب للشركة وكل فريق العمل؟

حتى الآن نعم سأشارك في العمل وأنا أرغب في ذلك، أما إن كان «الهيبة 3» سينجح، فالجزء الثالث هو استمرار للأول، ولن يُحدث عند الناس إشكالية الجزء الثاني نفسها، كونه عاد بهم خطوة للوراء. الحكم الأول والأخير هو المشاهد، وأنا متفائلة لأنني أعلم أن وراء هذا المشروع أشخاصاً متبنّين وخبراء يدرسون كل خطوة فيه بعناية، وعامل النجاح الأول في هذا العمل هو الشراكة بين الفنيين والفنانين والشركة المنتجة ووقوف الجميع يداً واحدة وقلباً واحداً.

بعض المنتقدين قالوا إن وجودك في العمل أضعف وجود نيكول سابا، فما رأيك؟

سمعت بعضاً من هذا الشيء، ولكنه موضوع لا يعنيني مطلقاً، فعندما شاركت في العمل كنت أريد أن أُثبت ذاتي، وأُكوّن صورة جيدة عني في عقل الناس، ولم يكن هدفي أن أطغى على أي أحد (إن كان هذا الانتقاد صحيحاً). لا يسعدني أن يُقال إنني كنت أفضل من أي أحد في العمل بل ما أريده أن يكونوا جميعاً رائعين ويكون وجودي بينهم مؤثراً وبذلك تكون إضافة لي.

 

 

هذا رأيي بــ نادين نجيم

عملت مع الفنانة نادين نجيم في الجزء الأول من مسلسل «الهيبة». ما رأيك بها؟

على الصعيد الشخصي هي إنسانة ظريفة جداً وجميلة ومتعاونة في العمل.

ومن الناحية الفنية؟

لا شك أن نادين نجيم فنانة ذكية استطاعت أن تجد المفتاح المناسب لعالم الفن وأن تُنجز شيئاً مهماً وجميلاً، وبالفعل نادين نجيم عملت على نفسها بالطريقة الصحيحة، وأصبحت نجمة لها جمهورها ومتابعوها وفرضت لها مكاناً في الوسط الفني.

برأيك هل نجحت نادين بمسلسل «طريق» لهذا العام؟

بالتأكيد. فكما قلت لك من قبل، هي فنانة لها جمهورها ومتابعوها الذين ينتظرون أعمالها ويحبون ما تقدمه.

 

 

حقيقة توقيعي عقد الاحتكار

ما هي حقيقة توقيعك عقد احتكار مع شركة الصباح لمدة 5 سنوات؟

أنا بحاجة أن أتكلم عن هذا الموضوع، لأنه حرمني الكثير من الفرص. منذ سنة تقريباً، ترددت أخبار عن عقد احتكار، وهو كلام عارٍ تماماً عن الصحة تم ترويجه من قبل أحدهم (لا أعرف من) بهدف حرماني من أي فرصة. وأنا من «سيدتي» أقول إنه لا يوجد عقد احتكار مع شركة الصبّاح
ولا أي شركة أُخرى، ولا توجد حتى فكرة، لأنني ضد الاحتكار في هذا الوقت، والشركة نفسها لم تطرح عليّ هذا الموضوع أصلاً. أزعجتني تلك الشائعة كثيراً، فأنا أرغب في العمل مع شركات أخرى ودخول تجارب أخرى.

إلى أي حد تشبهك شخصية منى في «الهيبة»؟

أحب شخصية «منى» جداً، وهي شخصية موجودة في كثير من البيوت وتشبه الكثير من البنات، يعني هي لطيفة وهادئة وعاطفية، وفي الوقت نفسه لها قرار حاسم، ورد فعل قاسٍ عندما يتم المساس بكرامتها، وجميعها صفات مشتركة بين روزينا ومنى.

«الهيبة» هي نقلة في حياتك الفنية، ولكن كان لك مشاركات قبلها، حدّثينا عن أبرزها.

يُعتبر دوري في مسلسل «بانتظار الياسمين» هو الذي وضعني على طريق التمثيل، إذ كانت أول مرة أحصل فيها على دور بطولة بهذا الحجم. في هذا العمل، علمت نقاط الضعف التي يجب أن أجتهد لأطورها ونقاط القوة التي يجب أن أعززها، وهناك أيضاً دوري في مسلسل «شوق» مع المخرجة رشا شربتجي التي تعلمت منها الكثير، وشخصيتي فيه كانت مختلفة ومميزة.

 

هكذا أهتم بالتجميل

هل هناك حب في حياتك؟

لا أريد الحديث عن هذا الموضوع لأنه شخصي جداً، ولكن عندما يكون هناك ما يجب أن يعلمه الناس بهذا الخصوص، سأتكلم عنه.

هل ممكن أن ترتبطي بشخص يشترط عليكِ أن تتوقفي عن التمثيل؟

لا، مستحيل. وشخص يفكر بتلك الطريقة لن أصل معه لمرحلة الارتباط أصلاً، فأي ارتباط هذا الذي سيقوم على تهميشي ونسف طموحي ونجاحي وجهدي.

هل قمت بعمل تجميلي؟ وهل أنت مع أم ضد العمليات التجميلية، وعمليات المحافظة على الشباب؟

نعم قمت بعمل تجميلي لأنفي، وأنا مع عمليات التجميل ضمن الحدود المعقولة غير المبالغ فيها، وطبعاً مع عمليات المحافظة على الشباب إن كانت المهنة تقتضي ذلك. بالنسبة لي، لا أحبذ أن أُجري عمليات تجميل لأن شكلي ليس ملكاً لي وحدي، وعملي كممثلة يفرض عليّ بعض الضوابط، وممكن أن أقوم بعمليات تجميل في سن متأخرة للمحافظة على الشباب وممكن لا، حسب الظرف وحسب كيف سيصبح شكلي. أما بالنسبة لعمليات التجميل بشكل عام فهي حرية شخصية، وأنا لست ضدها بالنسبة للأنثى على الأخص، فشكلها الجميل ينعكس على ثقتها بنفسها، ولكنني ضد التجميل المستنسخ الذي تصبح فيه كل المُجمّلات، الشكل نفسه.

 

إلى أي مدى تهتمين بالتجميل والموضة؟

في حياتي اليومية لا أضع ماكياجاً
ولا أصفف شعري، وإن وضعت فيكون بسيطاً جداً وحتى عندما أكون في التصوير. دائماً أفعل ما يليق بي سواء في موضوع التجميل أو الموضة، وأنا أُعتبر كلاسيكية، رغم أنني أحب الموضة والماكياج على الآخرين.

درستِ سينوغرافيا في المعهد العالي للفنون المسرحية، فكيف دخلت التمثيل؟

كان التمثيل حلمي منذ طفولتي، وصعوبة دراسة التمثيل بالنسبة لعائلة محافظة هو ما جعلني أدرس السينوغرافيا. كان همي الوحيد الدخول إلى المعهد، ولم أحضّر لتجربتي التمثيلية الأولى، إذ طلب مني أحد الأصدقاء تمثيل فيلم قصير معه، وعندها تأكدت أن التمثيل هو ما أريده، وبطبيعة الحال أنا ابنة المعهد، ولست غريبة عن الجو، ويوجد الكثير من المواد المشتركة بين الاختصاصَيْن.

هل يمكن أن تجربي مجالاً آخر من المجالات الفنية غير التمثيل، على غرار الكثير من الممثلات السوريات؟

لا أبداً، لا قريباً ولا في المستقبل البعيد. أنا بطبيعتي لا أستطيع التركيز على أمرين في آن واحد، لأنني أؤمن بأنني لن أنجح في أيٍّ منهما. وإن أردت أن أكون مغنية، فيجب أن أمتلك صوتاً جميلاً على الأقل، ومن المؤكد أنني كنت سأختار بين التمثيل والغناء ولن أجمع الاثنين. لن أدخل في مجال لا يمكنني أن أتقنه أو أنافس فيه، وشكلي المقبول لا يعطيني الحق بالتعدي على أي مهنة فنية، فأنا لم أقدم نفسي في التمثيل على أنني ممثلة جميلة، حتى أقدم نفسي بتلك الطريقة في أي مهنة فنية أُخرى، أما إذا كان الغناء أو التقديم أو غيره ضمن دوري في عمل، فلا مانع لدي.

 

أعجبني «تانغو» جداً

ما الأعمال التي أعجبتكِ في رمضان، ومن هم الممثلون الذين لفتك أداؤهم؟

أعجبني مسلسل «تانغو» جداً، فهو عمل مُقدم بشكل قمة في الرقي، ولفتني فيه باسم مغنية الذي أخرج منه رامي حنا ممثلاً على مستوىً مرتفع جداً، أحببت أيضاً عابد فهد في «طريق» وازداد احترامي ومحبتي له فهو رغم باعه الطويل في المهنة ما زال لليوم قادراً على مفاجأة الناس بتقديم نفسه بطريقة جديدة، وأحببت باسل خياط في «الرحلة».

ما مدى علاقتك بوسائل التواصل الاجتماعي، وهل برأيك علاقة الفنان مع جمهوره من خلالها أدت إلى قربه منهم أم نفورهم منه؟

لا أستعمل وسائل التواصل الاجتماعي أبداً، فأنا بطبيعتي واقعية جداً وأستاء من التعامل مع أي أمرٍ افتراضي. منذ بدأت وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح معظم الناس أسرى لها، وأنا أعتبرها إضاعة للوقت، لكنني أجتهد قليلاً في الإشراف على صفحاتي الرسمية والرد على الناس، ولا يوجد لديّ أي صفحة خاصة لا على الفايسبوك ولا غيره، ومما لا شك فيه أن موضوع تواصل الفنان مع جمهوره ومحبيه عن طريق صفحاته الرسمية ضروري مهمّ، ولكن ضمن حدود تترك له خصوصيته، وتقدم للناس عنه فقط ما يهمهم، وما يريدون أن يعرفوه. عموماً، أنا خارج التمثيل والعمل أعيش حياة طبيعية وبسيطةً ليس فيها ما يهم المعجبين. أما بالنسبة لقرب الجمهور من الفنان من خلال مواقع التواصل، فأعتقد أنها تقربهم منه الآن وستنفرهم منه غداً، وهنا أقصد المكثرين، والذي يبيحون حياتهم الخاصة للجميع..

author
دبي - تمام عجمية
رقم العدد
1952
Photographer
أحمد زملوط
Slideshow
publication_date_other