mena-gmtdmp

في زمنٍ مضى

سلمى الجابري

أصبحنا نتقاطع يومياً بأشخاصٍ؛ لا نعلم عنهم شيئاً، لكننا في ذات الوقت نتقاسم معهم الوجع، الأحلام، والكثير من الأمنيات التي نودُ بها رفع سقف الوطن؛ فهؤلاء الأشخاص في عمرٍ ما؛ شاركونا ذات الأفكار، وذات الأخطاء وكأنهم كانوا نحنُ في زمنٍ مضى.

كثيرٌ من الأحيان تُصادف كاتباً ما، أو رساماً أو ناقداً أو حتى مثقفاً أو شخصاً عادياً يحمل أحلامه معه، لكن جميع من ذكرتهم قد تكون تعرفتَ على ملامحهم من خلال موقع تواصل اجتماعي ما، أو من خلال مصادفات الحياة الكثيرة، لا يهم، المهم أن هذا الشخص وبذات سياق الأحداث وجدته يلامس وجعك أو فرحك، أو حتى سحر شغفك للحياة والطموح، هنا بالذات بدأت تشعر بأن هذه الحياة بكل تناقضاتها وأحداثها صاحبة الرتم السريع؛ تعقد معك صفقة خفيّة لتفاجئك بأشباهك، بأنصافك المجهولة، فقط حتى تُريكَ كيف كانت تبدو ملامحك، وكيف أصبحت، فنحنُ في طور التجدد دوماً، لا شيءَ يبقى كما كان، ولا شيء سيبقى كما هو عليهِ الآن.

وهذا الشخص اصطدمت بهِ في مُصادفةٍ غريبة، فقط حتى تتعرف على نفسكَ فيه من حيثُ تجهل، فتعلم حينها أنك ما مررت بهِ هو نتاج تجارب كثيرة ومواقف؛ تكررت معك، وستكرر مع غيرك بذات المسيرة والتفاصيل، لكن باختلاف الأسماء والشخوص بطبيعة الحال.

وهنالك أشخاص، مرورهم بعالمك الخاص ليس إلا تواطؤاً مع الحياة؛ حتى يتركوا لكَ ذكرى أو نصيحة أو تجربة لن تُنسيها عثرات الحياة بسهولة.

كما قالها الأديب إبراهيم نصر الله :

ثمة وجوه تألفها من المرة الأولى، ويمكن أن تقسم واثقاً أنها لن تكون عابرة