mena-gmtdmp

قُـل نـعم

سلمى الجابري

هل أنت سعيد؟ نعم

هل أنت راضٍ على ما قدمته من عطاء وجهد في هذه الحياة؟

الحمد لله نعم.

قل «نعم» للتحديات العظيمة، للمواجهة، وللسير بثقة أمام وجه الوجع.

إذاً قل «نعم» حتى تربت ظهر حزنك بأناقة مفرطة تذهل الجميع دفعة واحدة، لا تجعل ملامحك تتجعد تهكماً وألماً أمامهم؛ لأن من بينهم توجد قلوب لا تتمنى لك إلا السوء؛ لذلك ابتسم وغني وحتى ارقص، ودَعْ قلبك يبكي بصمت.

لكل منا عالمه الخاص، وثقافته الخاصة في التعامل مع ما يؤرقنا بوهن، البعض يرسم أو يكتب أو يقرأ أو يسافر معلناً هجرته عن مواطن الذكرى. والآخر يلتحف النوم رافعاً سقف أحلامه بالنسيان.

جميعها عادات وطقوس تعيد ترتيب فوضانا بشكل مؤقت، لكن المهم أن لا نجعل جرحنا عارياً للمارة وللمشردين. فلتحاول ستر عورات قلبك بقول «نعم لكل أمر يخفي ندوبك، وقل لا لكل أمر يحاول إضعافك وكسر قوام طموحك».

هنالك الكثير لم تقم به بعد، والكثير يحتاج أن تفكر به، وتخوض غماره بمغامرة تحقنك بجرعة لم تتوقعها من الأمل والنجاح. فهذه الحياة بقدر ما تأخذ منا تغدقنا بفرص لا تكررها علينا مرة أخرى. لذلك اقتنص من الحياة ما تريده قبل أن تسكبه عليك.

الكثير من التذاكي لن يضر العالم بشيء، والقليل من الكذب المباح لن يقتل أحداً.

لذلك نحن نكذب بالفرح، ونحتمي بالسعادة؛ حتى لا يطفر الحزن معلناً انتصاره علينا.

«قل نعم لكل الأمور التي تأتيك بالثقة، وبالحب، وبالقوة، والشجاعة»