لستُ بذلك البؤس العاطفيّ الذي تتوقعه حينما تركتني خلف جادّةِ الحُب أتسكع بمفردي، لستُ بذلك الغبن الذي قد تتخيله حينما شهرت خيانتك أمامي، ولستُ بذلك الضعف الذي تتصورّه يا رجُل، لستُ بذلك الوهن الذي يجبرني بحماقة نساء العالمين على أن آتيكَ عاشقة، ضائعة وحافية من ملامح الحياة، لستُ سوى امرأة تجيد الانصهار جيداً خلف قرفصاء الغياب بإثارةٍ أكبر، وبذكاءٍ يُربكك.
ذكرياتنا أصبحت من رماد، حينما أشحتَ عني تفاصيلك، حنانك وأكاذيبك اللذيذة، نعم كانت لذيذة، بكلِ وجعها وغدرها كانت تُسقطني في هوة غرامك أكثر، صدقني لا شيء أقسى على الأنثى سوى أن ترى رجلها وهو يحترف الكذب، يتفنن بالوعود، ويُتقن مهارة الغواية على كل النساء بقذارةٍ لا تتحملها، لكنها للأسف تبقى على قيد ذلك الارتباط باسم الحُب.
أنا لن أنتظر أكثر، ولن أكون مثلهن؛ لأنني مختلفة جذرياً عنهن، لذلك ها أنا أترفع عن كلِ هذا الزخم الموجع، عن كل المشاعر المهترئة، وعن كلِ ألغامِ الهوى بأناقةٍ ستجعلُكَ يوماً تحترق من شدة الاشتياق، ستجعلُكَ تعرج بين أروقةِ الذكرى بكل حنين، ستجعلُكَ تائباً، مُتقشفاً، وزاهداً لتفاصيلنا المحمومة.
فأنا يا رجُل الأكاذيب امرأة فاخرة، فاخرة جداً بقلبها، بقلمها، بمشاعرها، وبجنونها، فأنتَ لم تكُن سوى خطيئة سأتوب عنها بكلِ خشوع.