البقاء للأذكى!

سلمى الجابري


من الجميل أن تلامس سقف أحلامك بالكثيرِ من النجاح، ومن المدهش أيضًا أن تَعبر طريق البداية، الذي يكون دومًا محفوفًا بالمخاطر، وبالكثيرِ من المجازفة والتحدي.
لكن من المؤسف حقًا أن تحتكر أبهة النجاح عليك فقط، طالما سِرت بين العثرات ونهضت مجددًا بقدرِ ما سقطت، ثم عانقت النجاح أخيرًا من بعدِ مشقّة، ساعد غيرك أيضًا على النهوض، على حقنهم بالأمل، وعلى دفعهم للطموح المتعثر، كنْ البداية للكثيرين، لا تدِر ظهرك لهم، بل عانقهم ووجّههم.
أنا أعلم جيدًا أن هنالك فئة ستتنكر لك يومًا، وستنسى أو تتناسى ما قمتَ بهِ من أجلهم، لكن دع ذلك المعروف يزهر مع الأيام، وتلك المساعدة لم تكن سوى بذرة، أنت المستفيد الأول من حصادها، بصورةٍ أو بأخرى سيكون نجاحهم نجاحكَ أنت أيضًا، حتى لو لم يعترفوا بذلك.
ما عليك سوى أن تبتسم لكلِ سائلٍ دق بابَ عونك، فتساعدهم بكل محبة.. الحياة قصيرة جدًا، والخير لا عمر له، حتى وإن فارقتها؛ سيبقى عطاؤك متفشيًا بينهم للأمد. وعلى سبيل السعادة ليس هنالك أعظم من دعوة تأتيك من حيث تجهل، فتخيّم على صدرك السلام وتورّق الحياة أمامك بحبور.
فقط لا تكن مأخوذًا بمكانتك الاجتماعية، أو بِعِظم نجاحك؛ فبقدرِ ما صعدت قد تسقط يومًا من دون أن يلتفت إليك أحد، ثم ستتساءل بوهن: أين هم من كانوا يصفقون لكَ سابقًا؟ أين هم عند احتياجك لهم؟ ببساطة لأنه خلف كل نجاح الكثير من الأقنعة المنافقة، والقلة القليلة من القلوبِ الصادقة.
البقاء دومًا ليس للأقوى بل للأذكى، وهذا ما يجب أن تتعلمه من تعبك، من تجاربك، من عمرك المنصرم، من كل خطواتك المتعثرة، ومن فشلك السابق، اليوم أنت تتلذذ بشغفك، بحلمك، بنجاحك، لا تدع أي لحظة ضعف أو انتظار تعيدك للوراء.