ندوب حكايتك تميّزك

سلمى الجابري

 


- لو كان بإمكانك اختيار قصتك، ماذا ستكون؟
شخصٌ ينفض عنه سبات الأيام، يحاول الوقوف بوجه اكتئابه، يقرر بأن يصنع يومًا استثنائيًا. يبتسم لكل وجهٍ يتجاوزه، يحرص على أن لا يظهر حنقه، فملامحه لطالما كانت تؤذيه، فهي غاضبة على الدوام، بعكس ما يشعر به، وهذا يضعه في مواقف محرجة قد تنفر من حوله منه. شخصٌ آخر لا يهمه النهوض من تحت ركامه، فهو يعتاش على الحطام، يحب البقاء مكسورًا، يناسبه دور الضحية تمامًا، لم يعش أكثر من تجربة، فحكم على بقية الحياة بالعدم، دون أن يحظى بفرصة للنجاة. شخصٌ ثالث يجيد التلاعب بمواقف شعوره، يقف على حافة الأشياء، كلما كاد أن يسقط، يعود لتوازنه، فهو مهما بلغ به الأمر من أسى، لا يمكنه أن يسقط من علوّه.
قصتك لا تعني أن تضعك بقالبٍ واحد، دون أن تحيد عنه يومًا، أو تغيره، فالقصص لم تكن لتبقى بمشاهد واحدة، مكررة، روتينية. اختر الصورة التي تؤطرك في اللحظة، لا التي تقيدك بعاديّتها.
حينما لا يبقى لديك القدرة على خلق قصة إبداعية، تنافس فيها أفلامك القديمة، واجه اليقظة، تواصل مع الأشياء، أرهف السمع لها، فحتى الستائر تتذمر كلما صفعها الريح. تخيّل بأن شمعتك التي برائحة الخزامى، من كثرة ما تشعلها، لم تعد تخشى الذوبان قط.
حينما لا تبقى لديك الكلمات المناسبة لتعبر بها، دعها مصفوفة بين الأسطر بشكلها البدائي. تكلم بصمتك، اصرخ بصمتك، اشتم بصمتك، ابتهج بصمتك، وادفن قلبك بكل صمت. فعلى أية حال سيسمعك من يجيد فهم اعتلالك دون صوتك.
كيف ستكون البداية التي ستختارها لقصتك، هل ستشبهك؟ على نقيضٍ مختلف منك؟ أم قصة تشبه حياة صديقك المرفهة عاطفيًا؟
ندوب حكايتك تميّزك، مهما بلغت من جروحٍ جاثمة، فهي تعبر عنك بشكلٍ جيد.