«كلّما زاد إيمانك بذكائك سهل على المرأة أن تخدعك» بيرون
لا أعلم لمَ يقع بعض الرجال في فخاخ النساء الكاذبات، المراوغات والخائنات؟ لا أعلم لمَ يفرطون بالنساء الصادقات، والمخلصات بملء مشاعرهم؟ لمَ يستبدلونهنّ بالسيئات؟
والمصيبة العظمى أنهم يرون كل الكمال في المنافقات باسم الحُب، بينما في الأخريات كل السوء!
أيمكن لأنهنّ من شدة وفائهنّ ونقائهنّ حجبوا النظر عنهن؟ واختلطت أمامهم الألوان!!
ما زالَ هذا السؤال يُدميني بكلِ غبن، وما زالت تلك المشاعر معقدة، وما زال الرجُل في عيني غريبَ أطوار.
الرجال معقدون رغم وضوح مشاعرهم، ورغم هالة الغموض السائدة فوق ملامحهم، تبقى تلك التداعيات مدعاةً للحيرة وللوهن.
لا عذرَ لرجلٍ يدهس قلب أنثاه بنهايةٍ حامضة، ولا أسف لوَجدٍ أخلص باسم الهوى، ولا أملَ يُرجى من ذاكرة مثقوبة من وجعِ الخيانة.
والكارثة الحقيقية تبدأ حين تصفعُه تلك المراوغة بكذبةٍ تجر خلفها مئات الأكاذيب، دون اكتراث ودون ندم، بذات العبث التي بدأت فيهِ حياكة قصتها معه أصبحت تُنهيها، فقط حتى تركله عند عتبة الخيبة عارياً من المشاعر، من الحياة ومن الآمال المحطمة، حينها فقط يعود لوعيِهِ بعد غيبوبة الإغراء المقززة، يبحث عن صدق أنثاه، وعن بياض مشاعره، لاهثًا الندم وزاخراً بالعطاء.
لكنه ينسى بأنه:
قد نعود يوماً حيثُ كنا، لكن قد لا نجدنا هناك