جود عزيز: «العاصوف» كان أمنيتي وريماس منصور مَن حققتها


خطفت الأضواء بمشاركتها في الجزء الثاني من مسلسل «العاصوف»، الذي يعدّ تجربتها الأولى في التمثيل.

وما زاد من الإعجاب بها إتقانها دورها باحترافية تامة على الرغم من ضخامة العمل الدرامي التاريخي، وصعوبة الشخصية التي تجسدها. الممثلة السعودية الشابة جود عزيز، كشفت في حوارها مع «سيدتي» عن تجربتها في مسلسل «العاصوف»، ونشاطها في «السوشيال ميديا»، إضافة إلى جوانب متنوعة من مسيرتها.

«العاصوف» كـان أول تجربـــة لـكِ في التمثيل التلفزيوني، وقد حقَّق جماهيرية كبيرة في موسمَيه الأول والثاني، ما شعوركِ بالمشاركة فيه؟

تشرَّفت باختيارهم لي للانضمام إلى طاقم العمل، وانتابني شعورٌ جميل لا يمكن وصفه بالكلمات حينما علمت بذلك. لقد كانت أمنيةً وتحقَّقت.

هل تابعتِ الجزء الأول من «العاصوف»؟

نعم، تابعته بحماس شديد لأعرف واقع الحياة التي عاشها آباؤنا وأجدادنا في تلك الفترة الزمنية، خاصةً أن المسلسل ينقل قصصاً جرت في حقبتَي السبعينيات والثمانينيات الميلادية.

كيف تلقيتِ عرض المشاركة في العمل، وطريقة الاستعداد له، والمصاعب التي واجهتكِ؟

كثرت الشائعات حول هذا الأمر، والحقيقة أن الفنانة ريماس منصور مَن اقترحت عليَّ المشاركة، وسألتني إن كنت أقبل بفكرة التمثيل أم لا، وذلك قبل شهرين فقط من تصوير المسلسل، بعدها تواصل معي عبدالرحمن الزايد، مدير الإنتاج، وقدَّم لي دوراً بسيطاً جداً، فتجهَّزت له نفسياً، وشعرت بالسعادة لدخولي العمل في هذا المجال الذي أحبه كثيراً، ثم حضرت البروفات، وقمت كذلك بتجربة الأزياء والماكياج، وبعد ذلك بيوم واحد تم إخباري بأن الدور الذي سألعبه سيتبدَّل، إذ سأجسِّد شخصية أساسية في المسلسل، وهنا سارعت إلى حفظ الدور الجديد فور عودتي لعدم توفر وقت كافٍ، أيضاً طلبوا مني تغيير مظهري ليناسب الدور، فقمت بصبغ شعري. لا أخفيكم، حينها توقَّعت ألا أنجح، وشعرت بالخوف من ردة فعل الناس، خاصةً أنها التجربة الأولى لي، لكنَّني تمكَّنت من فرض نفسي بفضل الله أولاً، ثم بتشجيع المخرج وطاقم العمل لي، وتقديمهم الدعم النفسي اللازم، ما ساعدني على التخلص من التوتر.

مشاركة الممثل في عمل ضخم في بداية مشواره الفني، هل يسلط الضوء عليه مستقبلاً، ويسهم في منحه عروضاً أكثر للمشاركة في مسلسلات ضخمة أخرى، أم أنه يلمع بشكل مفاجئ ثم يختفي؟

هذا الأمر يعتمد على الممثل، فإن طوَّر من نفسه، واهتم بأدائه، فسيستمر، وإن لم يفعل، فالله أعلم.

ما أصداء مشاركتكِ في «العاصوف»، وكيف تقبَّلك الجمهور؟

الجمهور انقسم إلى قسمين، الأول تقبَّل المشاركة ودعمني أيضاً، وتحمَّس مع ظهوري في «العاصوف»، أما الثاني فتنمَّر عليَّ قائلاً: «مَن هذه لتظهر على الشاشة، ولماذا تم اختيارها، خاصةً أن هناك مَن هي أولى منها بالدور؟»، بل إن بعضهم شتمني! ومن جهتي، أعدُّ أي تعليقات سلبية وغير بنَّاءة درجاً، أصعد به إلى الأعلى وأتقدم نحو الأمام، لاسيما أنني واثقة من إمكاناتي وقدراتي الفنية.

 

 

أرتاح في التمثيل أكثر

أين وجدتِ نفسكِ أكثر: «مودل»، ممثلة، «بلوغر»، مؤثرة في «السوشيال ميديا»؟

أرتاح في التمثيل أكثر، لأنني أحب هذا المجال، وأحب التعب الملازم للعمل فيه، وأشعر بالمتعة بالوقوف أمام الكاميرا، على الرغم من أن العمل في جميع المجالات الأخرى متعب أيضاً. ما يميِّز العمل في التمثيل، «والمودل»، أنني أستعدُّ له جيداً، وقد لا أنام سوى ساعة واحدة، أو ساعتين في اليوم، حيث أمضي بقية ساعاته أمام الكاميرا.

ظهرتِ في «السوشيال ميديا» مع أوائل «المودل» و«البلوغر» السعوديات، كيف كانت ردة فعل الجمهور آنذاك، وهل تغيَّرت هذه النظرة الآن؟

بدأت الظهور في «السوشيال ميديا» حينما كنت في العاشرة من عمري تقريباً. يومها كان فكر المجتمع مختلفاً عنه حالياً، فالسمة السائدة في السابق كانت الاستغراب والتعجُّب من ظهور فتاة في «السوشيال ميديا»، أما حالياً فتختلف نظرة المجتمع من فتاةٍ لأخرى بحسب الهدف الذي تنشده من الشهرة.

الكاميرا، هل تبرز جمالك الحقيقي، وكيف تعمل «البلوغر» على تقديم صور مختلفة في كل مرة؟

الكاميرا لا تبرز الجمال دائماً، وهذا الأمر يختلف من فتاة لأخرى، فبعضهن يعتمدن على اللباس، وأخريات على مكان التصوير، وهناك مَن تعتمد على الماكياج والشعر.

كيف تختارين طريقة التصوير والزوايا والصور؟

هناك اعتبارات وقوانين خاصة بفن التصوير، يجب الالتزام بها. من جهتي، أحب إظهار زاوية من وجهي دون الأخرى، وأعتقد أنني أشترك في هذا الأمر مع الجميع.

ما الأمر الذي لا يمكنكِ التخلي عنه في إطلالتكِ؟

الابتسامة، لا يمكن أن أتخلى عنها أبداً.

 

 

إطلالاتي تتصف بالبساطة

لو كنتِ شخصاً آخر، ماذا سيكون رأيك في شخصية جود عزيز وإطلالاتها؟

سأرى جود شخصية غامضة، ولن أتمكَّن من معرفة كثيرٍ من الأمور عنها، إلا إذا سمحت هي بذلك. من الممكن أن يراني الآخرون هادئة في طباعي، ولا أضخِّم الموضوعات التافهة، ولا أفتعل ضجة في الإنترنت لأكسب عرضاً لإعلان ما، ولا أثير جدلاً حول حدث ما. أنا أحب الهدوء، وأبتعد عن الإزعاج، أما إطلالاتي فتتصف بالبساطة والهدوء والراحة.

هل هناك مؤثرة تتابعينها لتتعلمي منها، وهل سبق أن قلَّدتِ إحداهن في حركتها، أو طريقة لبسها؟

نعم، كنت أتابع الكثيرات، لأتعلم وأستوحي منهن، لكنني لا أقلِّد أحداً بشكل أعمى.

أخصائيات التجميل، هل هناك مَن لا تجيد إظهار ملامح «المودل» بشكل أجمل؟

نعم. عانيت من ذلك مع عددٍ منهن، لأنهن يردن إظهار عملهن وجهدهن فقط حتى لو كان ذلك على حساب إخفاء، أو تغيير ملامح «المودل».

متى تخرجين من المنزل دون ماكياج، وكم يستغرق من الوقت؟

غالباً لا أضع الماكياج إلا إذا كان لدي عمل، أو مناسبة معينة. قد يأخذ وضع الماكياج من وقتي من عشر دقائق إلى 40 دقيقة، وغالباً ما أكتفي بما يبرز ملامحي.

هل ندمتِ على تصويرك أحد الإعلانات التجارية؟

نعم، ندمت على تصوير نحو خمسة إعلانات لأسباب مختلفة، وأوقفت عملي مع هذه الشركات، لأنني مهتمة بما أقدمه لمَن يتابعني، وأعتذر للجميع.

هناك مقولات بأن المشاهير يعيشون مجاناً بسبب كثرة الإعلانات، كيف تردين؟

العمل في مجال الإعلان لا يعني أبداً حياةً جميلةً ومريحةً، على العكس تماماً، نحن نعاني ونتعب ونتأذى، ولا يوجد ما هو مجاني، وأنا مثل أي مواطن ومواطنة، أشتري ما أحتاج إليه.

ماذا تعني لك رائحة العود، وما سبب اختيارك لها في العطر الذي يحمل اسمك؟

رائحة العود تعني لي الفخامة والرقي، واخترتها لأنني أحب هذه الرائحة كثيراً.

 

 

هدفي الوحيد

كنتِ تحلمين بالوصول إلى مليون متابع، بعد تحقيقكِ هذا الرقم ما الذي تطمحين إليه الآن؟

هدفي الوحيد الذي أسعى إلى تحقيقه، أن يعرف العالم كله جود عزيز بأجمل صورة.

ذكرتِ أنكِ تنشرين محتوى غير هادف، في رأيك، لماذا تتمتعين بهذه الشهرة الواسعة، وهل تخشين زوالها نظراً لعدم وجود جديدٍ تقدمينه؟

الشهرة هي التي اختارتني، ولست مَن اختارها. لا أقصد هنا التكبُّر، أو اصطناع الغرور، ولعل هذا ما جعل الناس تحبني، وتتابع كل ما أقدمه، أما المحتوى، فأنا أتعمَّد ألَّا يكون هادفاً، لأنني أرى أن الهدف من هذه التطبيقات الضحك و«الفرفشة»، لا تقديم معلومات مفيدة. مَن يرد الفائدة، يستطع البحث عنها في الكتب وغيرها من وسائل التعليم، أو يتابع شخصاً ذا خبرة في مجال معين. أنا لا أفضِّل التحدث في أمور لا أمتلك معلومات كافية عنها، طبعاً هذا لا يعني أنني فارغة من العلم، فأنا أُصنَّف من المتفوقات في مجال دراستي، لكنني أعتقد أن «السوشيال ميديا» ليست مكاناً مناسباً للنقاشات وتبادل الآراء.

هل هناك موضوع ما يدور في ذهنكِ لكنكِ لا تستطيعين التحدث عنه في مواقع التواصل الاجتماعي؟

نعم، هناك كثير من الموضوعات التي تثير اهتمامي، لكنني لا أرغب في الخوض فيها على مواقع التواصل، لأن هذه المواقع، كما ذكرت، ليست المكان المناسب للتحدث عن هذه الأمور، ثم إن بعض الناس يحرِّفون ويفسِّرون الأمور بطرق ليست مقصودة حقيقةً.

هل تجلب الشهرة أصدقاء المصلحة والاستغلاليين، وكيف يجب التعامل معهم؟

نعم هناك كثيرون يدَّعون صداقتي بسبب شهرتي. أي شخصٍ يريد الدخول إلى حياتي، أو يصبح صديقاً لي لأن اسمي جود عزيز فقط، أضع عليه خطاً أحمرَ، وأبني جداراً بيننا، لأن الأصدقاء الحقيقيين لا يأتون من هذا الباب أبداً.

 

 

لا أعير التعليقات أي اهتمامٍ

هل تزعجك التعليقات السلبية في «السوشيال ميديا»، وما أكثر تعليق علق في ذهنك عند سماعه أو قراءته؟

لا أعير التعليقات أي اهتمامٍ، بل أتسلَّى بقراءتها، لكن ما لفتني وبقي في ذاكرتي دعم كبار السن ومتابعتهم لي بحبٍّ، فهذا الأمر يعني لي الكثير.

ما المصاعب التي واجهتكِ خلال دراسة القانون، ولماذا اخترتِ هذا التخصص؟

لكل تخصص مصاعبه، ونادراً ما يجتاز المرء هذه المصاعب. بالنسبة إليَّ لا أعدُّ ما يواجهني مصاعب، بل مراحل فقط ويجب عليَّ اجتيازها، وقد اخترت هذا التخصص، لأنه سيفيدني في جميع مجالات الحياة، وطموحاتي لا تتوقف على نيل شهادة القانون فقط.

كان طموحكِ دراسة «التشريح الجنائي» ومع ذلك دخلتِ قسم «التحقيق الجنائي» لأن مستقبله أكبر، لكنَّ هذا التخصص من وجهة نظر كثيرٍ من الناس لا يتلاءم مع رقة الأنثى وطبيعتها، كيف تعلِّقين؟

لا يمكن تخصيص أي مجال لجنسٍ معين، فالعلم للجميع، وهؤلاء لا يعيشون معي ليعرفوا إن كان هذا الأمر يناسبني أم لا، هم فقط ينظرون إلى الأمور نظرةً خارجية، وهي تحديداً ما نريد إيصاله لهم فقط، لذا من الطبيعي ألَّا يتقبَّلوا ذلك، كما أن عملي في هذا المجال أمر، والدراسة أمر آخر مختلف عما أعمل.

هل تخشين من الندم على قبولكِ ضغط العمل في سن صغيرة، وعدم عيش حياتكِ الطبيعية؟

على العكس تماماً، أنا فخورة جداً بنفسي، لأنني تعودت على ضغط العمل في سن صغيرة جداً، فهذا يعني أنني لن أتعب بهذا القدر في المستقبل، لكن في الحقيقة تمر بي بعض الأوقات الصعبة حينما أنظر إلى حياة الفتيات اللاتي بعمري وأقارنها بحياتي، إذ أكتشف أنني أعيش حياة شخص في عمر الـ 30، أو أكبر، وعلى الرغم من ذلك إلا أنني أبقى فخورة بنفسي، وبما أنجزته وأنا في هذا العمر، ولن يشعر أحد بما أنجزت إلا حينما يجرب طريقة حياتي.

درستِ في مدينة بعيدة وكان لديكِ استقلالٌ في السكن، ما الصعوبات التي واجهتكِ خلال هذه المرحلة، وهل شعرتِ بمصاعب كانت فيما مضى على عاتق عائلتكِ؟

واجهتني صعوبات عدة خلال مسيرة عملي، لكنها كانت ممتعة وأحببتها كثيراً، أما الشطر الآخر من السؤال فمن خصوصياتي ولا أرغب في الحديث عنه.

ما قهوتك المفضلة؟

أحب القهوة العربية، إضافة إلى القهوة الأمريكية والإيطالية.

كيف تفيدكِ إدارة الأعمال في تنظيم وقتكِ، وهل التواصل معك مباشرةً أسهل كونكِ مشهورة؟

إدارة الأعمال مريحة جداً كما أنني منشغلة في أمور أخرى في حياتي، يجب عليَّ إنجازها بعيداً عن العمل، وأرى أن التواصل معي مباشرةً، أو من خلال إدارة أعمالي أمران متوازيان، فقد أوضحت لإدارة الأعمال كل شيء أريده منذ البداية، ليتم التعامل مع الجميع كما أريد، وأنا أتابع معهم.

أصعب شعور

في اعتقادك، ما أصعب شعور يمر به الإنسان؟

أصعب شعور أن تواجه كل الضغوط النفسية وحدك، ولا تجد مَن يتفهم ذلك، بل ويمارس كل مَن حولك مزيداً من الضغط عليك.

أقول لكل فتاة: تقبَّلي نفسك

هل تعتمدين على ريجيم قاسٍ، يجعلك تبدين بهذه الرشاقة، أم أنها طبيعة جسمكِ، وما نصيحتكِ للفتيات للاعتناء برشاقتهن؟

لا أعتمد على أي نظام غذائي، وهذه طبيعة جسمي منذ طفولتي، لكنني بدأت مؤخراً باكتساب قليل من الوزن الزائد، وأقول لكل فتاة: «تقبَّلي نفسك، وأحبيها، لكن اهتمي بصحتك ورشاقتك في وقت مبكر كيلا تندمي فيما بعد».

author
الرياض - يارا طاهر
Subtitle
هذا سر نشري محتويات غير هادفة في «السوشيال ميديا»
رقم العدد
2022
Photographer
تصوير ـ غيث طنجور
Slideshow
publication_date_other