جلسة الـ 90 دقيقة تنقذ هشام طلعت ومحسن السكري من حبل المشنقة

أعطت محكمة النقض المصرية لهشام طلعت مصطفى عمراً جديداً، عندما أصدرت حكمها بإلغاء حكم الإعدام الذي أصدره المستشار محمدي قنصوة بحق ضابط  الشرطة السابق محسن السكري ورجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، بتهمة قتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم من محكمة الجنايات، لنظر القضية من جديد لتصبح أمام هشام والسكري فرصتان، إما الحصول على البراءة مباشرة من محكمة الجنايات أو التظلم لمحكمة النقض ثانية في حال الإدانة.

 

 


إستقبل هــشــام طــلـعت مصطفى الخبر في سجنه بفرحة عارمة، دعمتها تأكيدات طاقم الدفاع عنه بوجود ثغرات في الحكم ستؤدي إلى البراءة.

شهدت الجلسة الحاسمة بمحكمة النقض اختفاء سحر شقيقة هشام لأول مرة، حيث كانت تواظب على حضور الجلسات، لكنها أكدت للمقربين لها أنها لا تقوى على تحمّل أي صدمة. وانهارت عقب سماعها الحكم وأجهشت في البكاء وهي تدعو الله لشقيقها بالبراءة.

 

تبادل التهاني

شهدت الجلسة حضور محامي طلعت، فريد الديب لأول مرة، برغم أنه لم يعتد حضور جلسات النطق بالحكم. وبدا عليه التوتر أكثر من مرة بعد تأخر المستشار في غرفة المداولة لمدة تجاوزت 90 دقيقة (الساعة والنصف الساعة). وغادر الديب القاعة أكثر من مرة ليدخن في الخارج سيجارة بعصبية.

أكد الديب عقب الحكم أن مذكرات النقض التي قدمها تكشف قصوراً في حكم محكمة الجنايات. وكان واثقاً من إلغاء الحكم، متوقعاً أن تكون الجولة القادمة من المحاكمة مثيرة، حيث ستشهد بداية جديدة للقضية قد تستمر لمدة ستة أشهر.

بعد الحكم، تبادل أقارب هشام طلعت مصطفى التهاني. وارتفعت أصوات الزغاريد وسارعوا إلى الإسكندرية ليحتفلوا بنجاة هشام طلعت مصطفى من حبل المشنقة.

شهدت الجلسة الأخيرة حضور معظم المدعين بالحق المدني ومنهما المحاميان  الخاصان بطلعت، كمال يونس وسمير الششتاوي اللذان أعربا عن سعادتهما بنقض حكم الإعدام. وأكدا أن هشام طلعت ليس ببعيد من الحصول على البراءة في الجولة المقبلة بسبب قصور الحكم في أول درجة.

 

فريد الديب يتحدث للصحفيين عقب النطق بالنقض


البراءة

وأكد مصدر قضائي لـ «سيدتي» أن رئيس محكمة النقض سيقدم خلال أسبوعين حيثيات حكمه بنقض حكم الإعدام، خاصة بعد أن تدارس المستشار عادل عبد الحميد رئيس محكمة النقض، القضية أكثر من مرة مع أعضاء دائرته من المستشارين البالغ عددهم11 مستشاراً، واستمع لآرائهم جميعاً واتفقوا على وجود قصور في الحكم تبرر إلغاءه وإعادة محاكمة المتهمين من جديد.

وأضاف المصدر أن رئيس محكمة استئناف القاهرة سيحدّد دائرة أخرى من بين خمس دوائر للنظر في القضية من جديد. وتوقّع أن يتمّ إسناد القضية إلى أقدم قاضيين في الجنايات، إما المستشار عادل عبد السلام أو المستشار طه شاهين لتبدأ فصول جديدة من القضية بمحكمة جنايات القاهرة الجديدة.

وأكد الدكتور أحمد سعد، أستاذ القانون العام في كلية الحقوق بالقاهرة، أن أمام هشام فرصة للحصول على البراءة أو تخفيف الحكم بعد صدور حكم النقض لوجود قصور في حكم محكمة الجنايات.

وأضاف سعد أن محكمة الجنايات إذا قضت بإدانة هشام والسكري مرة أخرى فسيحق لهما اللجوء للنقض من جديد، وستقوم محكمة النقض هذه المرة بالتصدي للموضوع نفسه ويكون لها القرار النهائي، وقد تستمر القضية عاماً ونصف عام آخر.

 

ما موقف عائلة سوزان تميم؟

فور صدور الحكم، إتصلنا بعبد الستار تميم، والد سوزان تميم لمعرفة رأيه بالقضية. فبدا عصبياً على الهاتف. وأعلمنا أنه أُصيب بوعكة صحية بعد معرفته بالخبر، رافضاً التعليق على الحكم، ومكتفياً بالقول: «المحاكمة ستعاد من جديد في هذه القضية. ونحن بانتظار ما ستؤول إليه من نتيجة»، متأملاً أن تنال إبنته حقها وألا يذهب دمها هدراً. أما جدتها فبدت حزينة وقالت بعبارات مقتضبة: «إذا ضاع حق سوزان على الأرض، فهو بالتأكيد لن يزول عند رب العالمين. إن الله على الظالم».

 

إلى زنزانة أخرى

أكد مصدر أمني أن هشام طلعت مصطفى ومحسن السكري سيتخليان عن البذلة الحمراء التي يرتديها المحكوم عليه بالإعدام بعد وصول حكم النقض رسمياً إلى إدارة السجن. وسيتم نقلهما إلى زنزانة أخرى غير أماكن حجز المحكوم عليهم بالإعدام. وسيتم تغيير وجبات طعامهما ، وأوقات زيارة أقاربهما، وكذلك سيتم تخفيف الحراسة عليهما.