سنوات المراهقة من أهم مراحل تكوين شخصية الإنسان، حيث تشهد تغيرات بدنية ونفسية متسرعة تترك أثرها على تفكير وسلوك المراهق، وتتمثل أحياناً في صورة مشاكل أو أزمات نفسية - قلق. اكتئاب. اضطرابات الأكل- لهذا فإن اهتمام الآباء بتعزيز السلامة النفسية لأبنائهم المراهقين وحمايتهم من التجارب الضارة، تعد عاملاً حاسماً للحفاظ على سلامتهم وصحتهم النفسية والجسدية. اللقاء وخبيرة الصحة النفسية الدكتورة نهاد الشماع للشرح والتفسير.
المراهقة أصعب المراحل
- تبدأ فترة المراهقة من سن 10 وتستمر حتى سن 19، وتعد فترة هامة لتعزيز وصقل عادات مفيدة للمراهق.
- كنمط نوم صحي، وممارسة الرياضة، وتطوير مهارات التعامل مع الآخر، فضلاً عن تعلم إدارة المشاعر.
- ولكن مع تعرض المراهق لإساءة معاملة، أو عنف متكرر بالبيت أو المدرسة، يتسبب في مشاكل واضطرابات نفسية.
- وهنا تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن 10 إلى 20 بالمائة من المراهقين يتعرضون إلى أزمات نفسية.
- وقد يعاني المراهق من اضطرابات القلق أو الاكتئاب أو اضطرابات عاطفية تأخذ أشكال سرعة الانفعال أو الإحباط أو الغضب.
تابعي.. التغيرات العقلية في مرحلة المراهقة
مشاكل وسلوك المراهق
- تُعدُّ الأزمات النفسية والاجتماعية المتعلقة بمسائل السلوك والمدرسة، أكثر شيوعاً أثناء مرحلة المراهقة.. مقارنة مع أي وقت آخر أثناء الطفولة.
- حيث يكون المراهقون أكثر استقلالية وحركة، وغالباً ما يكونون خارج السيطرة المباشرة للبالغين.
- لهذا عندما يصبح السلوك السيء شديداً ومتكرراً، ينبغي تقييم هذا الاضطراب بواسطة اختصاصي في الصحة النفسية.
- ويُعدّ الاكتئاب والقلق واضطرابات الأكل، من أكثر المشاكل الشائعة أثناء مرحلة المراهقة.
- وهناك أعراض جسدية لمن يعانون القلق أو اضطرابات المزاج مثل: الدوخة أو الصداع وألم البطن أو الصدر أو التعب المزمن.
- كما يعد الاكتئاب مرضاً شائعاً بين المراهقين، ويقوم الأطباء بالتحري عنه بشكلٍ فعَّال أثناء الفحوصات.
اضطرابات التفكير
- اضطراب التفكير عادة ما يحدث في فترة المراهقة، والذي يعتبر من الأزمات النفسية التي يجد المراهق فيها صعوبة في التمييز، بين الخيال والواقعِ ويُسمى الذهان، ويبدأ أثناء المراهقة أو بِداية ما بعد البلوغ في معظَم الأحيان.
اضطرابات الأكل
- حالة نفسية شائعة خاصة عند البنات، ويمكن أن تهدد الحياة؛ حيث يبذل بعض المراهقين أقصى جهودهم لإخفاء أعراض اضطراب الأكل.. وقد تنطوي هذه الجهود على التقليل من تناول الطعام بشكلٍ كبيرٍ، أو الإفرَاغ للأكل أو استخدام المليِّنات أو ممارسة التمارين الشديدة الشاملة.
القلق
القلق والاكتئاب واضطرابات الأكل من أكبر المشكلات أثناء فترة المراهقة، والقلق.. إحساس طبيعي يشعر به المراهق نتيحه التغيرات البدنية والنفسية الطارئة عليه.
لكن عندما يتحول هذا القلق إلى شعور مستمر يؤثر على أداء المراهق وانخراطه في محيطه، فهنا يجب على الآباء التحدث مع أبنائهم ومحاولة تقديم الدعم والمساعدة.
والمراهق الذي يعاني من القلق أو اضطرابات المزاج، تبدو عليه أعراض جسدية مثل: التعب المتقطع أو التعب المزمن أو الدوخة أو الصداع أو ألم البطن أو الصدر.
ويعد القلق سادس الأسباب الرئيسية المؤدية إلى المرض بالنسبة للمراهقين، الذين تتراوح أعمارهم بين 10 سنوات و14 سنة.
الاكتئاب
- كما يشكل الاكتئاب رابع الأسباب الرئيسية المؤدية إلى المرض في صفوف المراهقين، الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و19 سنة، طبقاً لمنظمة الصحة العالمية.
- ويُعرف الاكتئاب بأنه اضطراب في المزاج، يسبب شعوراً متواصلاً بالحزن وفقدان المتعة والاهتمام بالأمور المعتادة ونقص التركيز، وقد يكون مصحوباً بالشعور بالذنب وعدم الاهتمام ونقص تقدير الذات.
- كما قد تؤثر الاضطرابات العاطفية بشكل كبير على أداء المراهق الدراسي، مثل.. اضطرابات الأكل، والتي تشمل التركيز بشكل مبالغ فيه على الوزن وشكل الجسم ونوعية الطعام.
- وينهج المراهقون المصابون باضطرابات الأكل سلوكيات ضارة، مثل تقليل كميات الطعام بشكل كبير أو الإفراغ بعد الأكل أو استخدام الملينات.
- وكل الخوف أن تؤدي مشكلات الصحة النفسية أو العقلية غير المعالجة، إلى زيادة خطر انتحار المراهق.. وهو أحد الأسباب الرئيسة للوفاة بين صفوف المراهقين.
دور الآباء
- غالباً لا يتجاهل الآباء إصابة أحد أبنائهم بكسر في العظام، أو تورم ملحوظ في الصدر.. لكن عندما يتعلق الأمر بظهور بوادر لاعتلال نفسي، فإن الأعراض تستمر دون علاج لأشهر أو حتى سنوات.. في كثير من الأحيان.
- وقد يجهل أو لا يتعرف بعض الآباء على العلامات التحذيرية لإصابة أبنائهم باضطراب نفسي في سن المراهقة، وهناك بعض الأسر تتخوف أو تخجل من وسم ابنهم بـ"مريض نفسي" إذا طلبوا المساعدة.
- بينما التدخل المبكر والعلاج المناسب هو المفتاح لمساعدة المراهق، ويؤكد خبراء الصحة أن غالبية الاضطرابات النفسية خلال سن المراهقة قابلة للعلاج، والخطورة الحقيقية تكمن في عدم طلب المساعدة المتخصصة.
- كذلك نجد معظم الآباء يكافحون حتى لا يعترفون.. بأن ابنهم المراهق قد يكون مصاباً بمرض عقلي، لكن تجاهل المشكلة لن يؤدي إلى حلها، ومن المرجح أن تزداد الصحة العقلية لابنك المراهق سوءاً.
- وبدون العلاج المناسب، قد يميل المراهق إلى تجربة العلاج الذاتي، وقد يصل إلى عادات وأساليب غير صحية قد تخفف آلامهم بشكل مؤقت، ما يضيف المزيد من المشاكل إلى حياة ابنك المراهق.
- ويوصى.. إذا أدلى ابنك المراهق بتعليقات حول رغبته في إيذاء نفسه أو ضيقه من الحياة، فخذ الأمر على محمل الجد، ولا تفترض أنهم يقولون تلك الأشياء لجذب الانتباه أو لأنهم غاضبون.
- هذه التعليقات تعد.. علامة تحذير خطيرة على أن ابنك المراهق يعاني، ويجب على الآباء ملاحظة الأبناء ومحاولة احتضانهم، مع إدراك أن تفهم مشاكلهم، وطلب المساعدة حال ظهور علامات الاضطراب النفسي أو العقلي.
لقراءة المزيد..هل يشعر طفلك بالنقص؟ الأسباب والطرق والعلاج
ملاحظة من"سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
