سعوديات لأزواجهن: "وين ما تروح رجلي على رجلك"

6 صور

أصبح سفر الزوج بمفرده للسياحة أمراً يؤرق الزوجة، لذلك غالباً ما ترد الزوجة على زوجها عند إبلاغها بالسفر مع أصدقائه أو بمفرده قائلة: «وين ما تروح رجلي على رجلك» كشرط لسفره، وقد يرضخ لها الزوج، وفي أحيان أخرى لا يهتم لها وينفذ ما يريده، وقد تحدث العديد من المشاكل بينهما؛ بسبب اختلافهما على هذا الأمر.
«سيِّدتي» التقت زوجات يرفضن سفر أزواجهن للسياحة بمفردهم أو مع أصدقائهم، واستطعن القيام ببعض الحيل لمنع أزواجهن من السفر، كما التقت أزواجاً برروا سبب سفرهم بمفردهم، وكانت آراؤهم في هذا التحقيق.

نورة سليمان، «ربة بيت» وهي أم لأربعة أطفال تقول: «علاقتي جيدة مع زوجي، لكن مشكلة السفر هي التي تعكر صفونا بين الحين والآخر؛ لأن لدى زوجي قناعة بضرورة السفر مع أصدقائه، وهذا الأمر أصبح يفسد حياتنا وطبقت عليه مقولة «وين ما تروح رجلي على رجلك» من دون أن أقولها بشكل صريح له، وفي كل مرة يفكر بأن يسافر أحاول أن أفسد سفره».


أنا أو السفر
فيما تقول أميرة عبدالإله، «معلمة»: «إن سفر زوجي بمفرده، أو مع أصدقائه فكرة مرفوضة مني ومن كل زوجة، وهناك أسباب لدينا، نحن معشر النساء، فهناك دول لا نرغب بذهاب الزوج إليها، وبالنسبة لي لا أقبل بسفره بمفرده سواء بالداخل أو الخارج، وقد قرر في إحدى المرات السفر فهددته بأنني سأترك المنزل، واعتقد أنني غير جادة وأهدده فقط، وما إن بدأ بتجهيز نفسه للسفر، حتى حملت حقيبتي وابنتي وذهبت إلى منزل أهلي، وطلبت من شقيقي أن يخبره بأنه إذا أصر على السفر فإنني سأطلب الطلاق، لم يصدقني، واتصل بي ليلطف الجو فأخبرته بأنني لن أتحدث معه، وإذا أراد أن يخبرني بأي شيء فليتجه إلى أخي، وأنني لست على استعداد للنقاش معه بأمر كهذا، وعندما لمس جديتي بالقرار عدل عن سفره، ولم يفكر مرة أخرى بالسفر بمفرده أو مع أصدقائه، قد أتقبل أن يسافر رجل غير متزوج بمفرده، أما بعد ارتباطه بأسرة وامرأة تشاركه الحياة فأعتقد من الخطأ أن يذهب ويتركها».


السفر ولا الضرة
وعلى العكس من ذلك تماماً تؤيد نهلة علي، «موظفة» فكرة سفر زوجها، وتقول: «أنا أحث زوجي على السفر وأقوم بدفع تكاليف الرحلة حتى يسافر ويستمتع ولا يفكر بأن يتزوج من امرأة أخرى، فأنا لا أهتم بما يفعله زوجي أثناء سفره بمفرده أو مع أصدقائه، بقدر نظرة المجتمع الذي أعيش به إذا تزوج من امرأة أخرى».

فيما تخالفهن الرأي نوف سطان، «ربة بيت»، حيث تقول: «أسمح لزوجي بالسفر مع أصدقائه أو بمفرده، ولكن بعد أن أسافر معه وأتمتع وأمضي أياماً جميلة في رحلتي، وفور عودتي هو حر، فالرجل لا يحب أن تقيده زوجته وكأنه طفل؛ لأن هذا الضغط والإصرار ومنعه من كل شيء سيجعله يفكر بتنفيذ ما يدور برأسها من أفكار غريبة وستندم هي بالنهاية».

البحث عن الحرية
يعترف إياد الحسن، «رجل أعمال حرة» بأنه يسافر بين الحين والآخر بمفرده، وذلك للبحث عن الحرية كما يعتقد؛ لأن السفر مع الأهل التزام ومواعيد، وخاصة إذا كان هناك أطفال، ويقول: «أرغب بزيارة بعض الدول، ولا أريد أن يراها أبنائي وهم في مثل هذا العمر لاختلاف العادات، كما أن الحرية الموجودة بها لا تناسبهم، لذلك أفضل أن أذهب إليها بمفردي، وإجازتي في كل عام تنقسم بالتساوي بيني وبين زوجتي».

ويخالفه الرأي سعود خالد، حيث يقول: «لا أفكر في السفر بدون زوجتي وأبنائي، فالسفر مع العائلة استقرار ومتعة وأمان من وجهة نظري، وفي السابق كنت أذهب بمفردي، لكن الآن اختلف الوضع ولا أؤيد سفر زوج مع أصدقائه أو بمفرده، فالزوجة تشعرك بالالتزام بالسفر والانضباط».


نعم للعمل لا للسياحة
منى المالكي «كاتبة في صحيفة عكاظ» تقول: «من خلال تجربتي كزوجة لا مانع لدي من سفر زوجي؛ لأن الثقة مطلب مهم بين الزوجين في حالة سفره للعمل، أما للسياحة فالوضع مختلف، ولابد من السفر سوياً أو إلغاء السفر، وقد سافر زوجي للعمل أكثر من مرة، لكنه لا يتأخر فقط ليومين ويعود سريعاً».

فاروق الشعيبي، «كاتب درامي وسيناريست» يقول: «زوجتي لا تحب السفر، وهي تحب البيت بشكل كبير عكس باقي النساء وعكسي تماماً، وأتمنى السفر معها، لكنها ترفض، وأضطر في كل مرة إلى أن أسافر بمفردي».

تركي الصاعدي، «صحافي في جريدة المدينة» يقول: «المرأة لا تتقبل فكرة سفر زوجها بمفرده، وذلك بسبب الشك في نوايا زوجها، وتبدأ في البداية بالمعارضة، ويقوم الزوج بتقديم تنازل حتى توافق زوجته، إما بتقديم المال لها أو بوعدها برحلة خاصة لها، وهذا ما يحدث في الواقع، وعن تجربة خاصة بي، زوجتي عارضت سفري في أول مرة أردت الذهاب من دونها، ولكنني وعدتها بعدم دخول الأماكن المشبوهة والاحتكاك بالنساء، وفعلاً وافقت، وفي سفري الثاني لم تفعل معي كالمرة الأولى؛ لأنها اكتسبت الثقة في التجربة الأولى».

الفنانة التشكيلية ابتسام باجبير، تقول: «تفرح بعض الزوجات بسفر أزواجهن بمفردهم أو مع أصدقائهم؛ لكثرة أذى الزوج لأفراد الأسرة، وأنا كنت واحدة منهن، فقد كنت أفرح سابقاً عندما كان طليقي يسافر بمفرده؛ للتخلص من أذيته، وهذا واقع نعيشه نحن معشر النساء».


تغيرت الأوضاع
الفنان لؤي محمد حمزة، يقول: «في الماضي كانت الزوجة لا تسافر إلا مع زوجها أو مع أهلها، ولكن في الزمن الحاضر تغيرت الأوضاع في مجتمعنا، فبدلاً من أن تقول له: «رجلي على رجلك وين ما تروح» أصبحت تقول له: «وأنا أيضاً سأسافر مع صديقاتي»، وبعد الانفتاح الذي حدث في المجتمع يرضخ بعض الأزواج لطلب زوجاتهم السفر مع صديقاتهن؛ لكي يسافرون هم مع أصدقائهم أو بمفردهم».


العلاقة الزوجية انتماء وليست تملكاً
سميرة مدني «مذيعة وأخصائية اجتماعية أسرية في مركز سمو الفكر» تقول: «أرى أن من حق كل شخص أن تكون لديه مساحة خاصة له، يتحرك فيها كيفما يشاء من دون اقتحام الآخر بطريقة تطفلية ومزعجة، حتى لو كان ذلك بين الأزواج، وأعتقد أن المرأة التي تتصرف هكذا وتصر في سفر زوجها على رفع شعار «وين ما تروح رجلي على رجلك» لا تثق بنفسها، ولا تثق بالطرف الآخر وتفكيرها سطحي».

جميلة الحربي، «مدربة معتمدة، ومستشارة أسرية وتربوية في المدينة المنورة» تقول: «ترفض الكثير من الزوجات فكرة سفر الزوج بمفرده، وفي الحقيقة هذا الأمر له أبعاده، ويختلف باختلاف دواعي السفر، ويمكنه أن يخصص جزءاً من رحلاته للأسرة بعيداً عن ضغوط العمل، فتكون رحلة للأسرة ليس فيها أي أعمال تشغله عنهم، أما أن تمنع الزوجة زوجها من السفر، أو تضطره لاصطحابها معه، فهذا أمر غير مقبول؛ لأنه يشكل إهمالاً لأسرتها التي تحتاج لوجودها، خاصة في ظل غياب الزوج، أما إذا كان الرجل يسافر للسياحة فقط وفي كل مرة بمفرده، فهنا يكون للوضع شأن آخر، ومن حق زوجته أن تكون معه، أو تطلب منه أن يحد من السفر بغير مبرر».

فكرة خاطئة
الأخصائية الاجتماعية هند العنزي، ترى أن دور الزوج مهم في حياته الأسرية، خاصة للسياحة والترفيه، وأن فكرة سفر الزوج مع أصدقائه أو بمفرده فكرة خاطئة بكل المقاييس، ولا يمكن أن تكون لمن لديه أبناء في سن المراهقة؛ لأنهم سيستغربون من سفر والدهم بمفرده وتركهم، إلا إذا كان هناك سر بالأمر، أما إذا كان السفر للعلاج أو دورة في مجال العمل فيكون الأمر مقبولاً، وعادة الزوج يسافر مع أصدقائه بمفرده قبل أو في بدايات زواجه؛ لأنه اعتاد حياة العزوبية، ولكن مع مرور السنوات يشعر بأنه مسؤول ويجب أن يتخلى عن هذه العادات، وأرى أنه لا يمكن للزوج أن يسافر بدون زوجته وأولاده إلى خارج المملكة إلا بأحد أمرين: إما أنه لا يحب زوجته، أو أنه يبحث عن أشياء أخرى لا تتاح له حينما يسافر مع زوجته، وهذا ما تخشاه المرأة، لذلك على الزوج الحذر من السفر بمفرده أو مع أصدقائه، والحرص على السفر مع أسرته؛ حتى يتحصن وينعم بحياة أسرية مستقرة.