«حنان دكا» من لاجئة سورية إلى حاملة الشعلة الأولمبية

حنان دكا
أولمبياد 2016
حنان دكا بين زميلاتها
حنان دكا
الشعلة الأولمبية
5 صور

إنها ابنة الاثني عشر عاماً. لم تتخيل أنها ستكون محط أنظار الناس حول العالم ذات يوم. صاحبة ابتسامة خجولة تعكس الكثير من الألم والأمل في الوقت عينه. هي حنان دكا، اللاجئة السورية في البرازيل، التي تحولت في لحظة إلى نجمة عالمية والسبب الألعاب الأولمبية.

 

 

خرجت حنان مع عائلتها من وطنها سوريا بعد اشتداد وطأة الحرب إلى حياة اللجوء. حملتها المعاناة مع طول الأزمة إلى انتظار الموافقة على قبولهم في بلد بعيد عن الشرق، كما تقول بكلماتها العفوية البسيطة: «لم أتخيل يوماً أني سأقطع كل هذه المسافة من سوريا إلى البرازيل، من الشرق إلى الغرب؛ حتى أنجو بحياتي أنا وعائلتي. هذا في الوقت الذي لم أعلم فيه بوجود بلد يسمى البرازيل. لم نستكمل دروس الجغرافيا في سوريا إبان المرحلة الابتدائية بسبب الحرب. تعذبنا كثيراً حتى وصلنا إلى البرازيل، وتعذبنا أكثر حتى وجدنا مكاناً ملائماً للسكن، إلا أن أفضل ما في الموضوع التحاقي سريعاً بالمدرسة، لتبدأ مشكلة جديدة؛ وهي عدم معرفتي اللغة البرتغالية، فلم أستطع التواصل مع زملائي في الصف الذين لم يتوقفوا عن سؤالي: لماذا لا تتحدثين البرتغالية؟ وعندما أجيبهم بأنني عربية من سوريا، كانوا لا يعرفون من أي مكان جئت إليهم!».


وهنا قرر ذوو حنان إخراجها من المدرسة؛ حتى تلتحق بصفوف خاصة لتعلم اللغة البرتغالية، وبعد ستة أشهر عادت إلى مدرستها لتكون طلاقتها في اللغة البرتغالية محل ذهول زملائها وأساتذتها!


استطاعت حنان بإصرارها أن تنتقل من لاجئة خرجت من وطنها سوريا إلى مخيمات اللجوء في الأردن، إلى لاجئة في البرازيل، إلى مقيمة سورية فيها، لتواصل حياتها ودراستها هناك بشكل طبيعي؛ من أجل تحقيق حلمها بأن تصبح طبيبة أو مصففة شعر أو صحفية. لكنها لم تعرف أن القدر فتح لها ذراعيه؛ عندما وقع عليها الاختيار من لجنة الألعاب الأولمبية في البرازيل؛ لتركض بالشعلة عبر العاصمة ريو دي جانيرو.


جذبت حنان المارة إليها في الشارع، الذين تحلقوا حولها لرؤية هذه المراهقة الجميلة التي تركض في شوارع العاصمة البرازيلية حاملة الشعلة الأولمبية قبيل افتتاح الألعاب في موسم 2016، لتؤكد حنان أنها تشبه بأحلامها تلك الشعلة التي حملتها وستستمر دون توقف!