مسابقة القصة الفكاهية: سيدويه!

صورة تعبيرية

سيدويه!!
سيد شاب في السادسة والعشرين من عمره، أسمر، أكثر ما يميزه الكلام - أي كلام - كان حديث الساعة في عملنا بمجلة الأطفال في تلك المؤسسة العريقة، يسرّي عنا أثناء عملنا، ويضفي جوًا من الضحك المتواصل، طبعًا دون قصد!!
عمل في قسم الجمع، أي يقوم بكتابة المادة الصحفية عن طريق جهاز الكمبيوتر، ثم يقوم بإرسالها لقسم التدقيق اللغوي.. بغض النظر عن (النقش) الذي كان يكتبه، والأخطاء الفادحة التي كان المدققون يصححونها في المادة، فكان مُصرًّا على أن «إنجلترا» هي (إنجليزا).. وأن الشخص المؤدب «الخلوق» هو (الحلوق)، حتى الشعر لم يسلم منه؛ عندما قال: «(لست) الشباب يعود يومًا» الذي لو سمعه مؤلفه، الشاعر «أبو العتاهية»، وكان حيًا يرزق؛ لمات كمدًا!!
كان لسانه «ينقط شهدًا»؛ لا يقل «جودة» عن كتابته ولا يختلف.. فكان ينطق بالدرر اللغوية التي نعجز عن فك شيفرتها!!
جاء يومًا لتوّه إلى العمل على غير عادته يتصبب عرقًا، لا يكلم أحدًا، وعندما سألته لأطمئن على حاله: «أخبارك إيه يا سيد؟» قال لي: «النهارده مش مظبّط معايا.. اللنضة (اللمبة) اتحرقت عالصبح.. حتى المكنة (الموتوسيكل) عطلت بيا، فاضطررت أركب الميكروباظ (الميكروباص) وكان زحمة ووقفت فيه والدنيا حر!! حتى وأنا بادفع الأجرة وقعت مني عِشّين جنيه (يقصد عشرين) ».
نعتاد في سهرتنا الأسبوعية - قبل تسليم المجلة للمطابع- أن يعزمنا مديرنا على وجبة ما من اختياره، وفي يوم دخل المدير علينا، حاملاً علبة، وكان يبدو أنها من محل لبيع المخبوزات، وفتح الباب على آخره للحظة، وفي جو أسري تجمعنا حول منضدة وأكلنا ما أحضره لنا.. في اليوم التالي جاء سعيدًا ليسرّ لإحدى الزميلات: «المدير فتح الباب على مِزراعيه (مصراعيه) وجاب لنا باطون صالون (باتون ساليه)!! انفجرت ضاحكة، ووقع أحد الزملاء أرضًا، واغرورقت عيناه بالدموع ضحكًا!
كنا حقيقة في بادئ الأمر نسخر منه ومن طريقة كلامه، وتلقائيته الشديدة التي تبعث الضحك دون قصد منا.. وعلى الرغم من ذلك لم يغضب منا يومًا.. حتى جاء اليوم الذي قررنا فيه أن نتوقف عن الضحك منه.. وقررنا أن نساعده، وبدأنا نعلمه طريقة نطق الكلمات ومعانيها.. لدرجة أن أحد الزملاء – (الأشرار) – قام بكتابة كل ألفاظه وجمعها في ورقة كبيرة، وأطلق عليها: (القاموس السيدوي.. للعلامة الجهبذ سيدويه)، تشبهًا - وشتان الفارق- في ذلك بالعالم اللغوي «سيبويه» إمام النحاة الشهير، ولم يكتفِ بهذا بل زاد في شره وقام بنشرها على لوحة الإعلانات بالمجلة!

بمرور الأيام تعلّم «سيد» من أخطائه، لم يستسلم لسخرية وضحك البعض، رغم أنه كان يتقبّلها بقلب أبيض ويضحك معنا، بل أكسبته خبرة ونضجًا.. أصبح يتكلم بشكل سليم، والمفاجأة أنه درس بكلية الإعلام بالتعليم المفتوح، وحصل على درجة البكالوريوس، طوّر الآن من عمله، وأخذ دورات تدريبية، وأصبح كاتبًا ومصورًا صحفيًا ماهرًا. والآن حقًا يستحق لقب "سيبويه".

 

القصص الـ 10 المشاركة في تصويت الجمهور

المحكمة: رحاب الطائي- العراق
تحت الأنقاض: صلاح طاهر الطوعري- اليمن

جدتي حفيظة: وسام محمد دبليز- سوريا
جرعة ثقة: يونس الشرق- المغرب
سيدويه: أحمد مصطفى- مصر
فقاعة: أسماء منصور المصري- اليمن
في حضرة كاتب: سعيدة بوساحة- الجزائز
كنت سأربح المليون: أحمد مصطفى العز- مصر
متلازمة الصغر: حمادي أبوبكر - الجزائر
مشكلة لكل حل: نور البخيت- الولايات المتحدة الأمريكية
 

الرجاء التصويت للقصة الفكاهية القصيرة التي تجدونها الأفضل: