العرض الجزائري "كارت بوسطال".. إيقاع رتيب قتل العمل

مشهد عام للعرض
مشهد من العرض
سي قدورة وابنته من العرض
مشهد من العرض الجزائري
شخصية سي قدورة مع عماله
جانب من العرض الجزائري
سي قدورة وموظفه القريب لديه
7 صور
قاربت الدورة الرابعة والعشرون من مهرجان الأردن المسرحي الدولي من الوصول إلى نهايتها، وذلك باليوم السادس وقبل الأخير من فعالياتها قبيل الختام، وذلك بعرضها للمسرحية الجزائرية "كارت بوسطال"، للمخرج قادة شلبي، وتأليف فتحي كافي، والتي عُرضت على خشبة المسرح الرئيسي في المركز الثقافي الملكي في العاصمة الأردنية عمان.

إزدواجية السلطة والجهل..
العمل الذي حاول تعرية الواقع، لا سيما السياسي، من خلال ازدواجية السلطة والنفوذ من جهة، والجهل وعدم الوعي من الجهة الثانية، وذلك عبر تجسيد عدد من الشخصيات الإجتماعية، مثل الرجل صاحب النفوذ والسلطة والمال، والذي قام بأداء شخصيته الفنان محمد فريمهدي، بدور "سي قدور الماركانتي"، حيث يحاول من خلال مكانته أن يستغل العمال في منتجعه وشركته الخاصة، وبالمقابل يتجاوب هؤلاء البسطاء خوفاً على أنفسهم من ضياع لقمة عيشهم.

كما يعرض العمل بجانب هذا الطرح السياسي الناقد، موضوع العلاقات الاجتماعية والإنسانية، ومدى تأثرها بهذه العوامل السابقة، وكيف تأخذ نصيبها من الإهمال وعدم الاهتمام بسبب الركض وراء المال والسلطة، والتقرب إلى أصحاب النفوذ، من خلال علاقة شخصية "سي قدورة" بابنته، وعلاقة ابنته بمن تحب وبالعاملين معه.

الإيقاع القاتل .. والرتابة الخاذلة
قتل المخرج الجزائري شلبي روح العرض من خلال اعتماده على الايقاع البطيء جداً، والرتيب للغاية، إلى الدرجة التي أثرت كثيراً على أداء الممثلين في العمل، وانتقالهم بين الحالات الدرامية الذي بدا غير واضح في الكثير من الأحيان، حيث ظهر أدائهم واحد بدون أي تغيير طوال مدة العرض، ولم تساعد شلبي بعض اللوحات البصرية التي قدمها من خلال الإضاءة والديكور، والتي كان بعضها بغير ضرورة درامية، لم يساعده كل ذلك برفع ايقاع العمل، أو كسر حالة الملل التي تسربت للجمهور، فاختفت عناصر مهمة في العرض المسرحي، مثل حبكته وذروة الصراع فيه، حتى النهاية التي لم تأتي بحجم التوقع لأي خاتمة عمل مسرحي، إذ جاءت بالرتابة نفسها التي رافقت جميع أطوار العرض.

وعلى جهة أخرى من العمل، لم يكن هناك أي فعل مسرحي حقيقي، يحرك من هذا الإيقاع القاتل الذي اعتمده المخرج الجزائري، خاصة في ضوء اعتماده الكبير على الحوارات المتثاقلة بين الممثلين، وحاجز اللهجة الجزائرية الصعبة على الجمهور الأردني والعربي عموماً، بالإضافة إلى اعتماد التنظير المباشر بالفكرة من خلال شخصيات العمل، ما لم يدع أي مجال للمتلقي للتأويل أو التفسير والتأمل بمقولة العمل.