فتحيّة مزالي أول وزيرة للمرأة في تونس في ذمّة الله

فتحية مزالي مع زوجها الراحل محمد مزالي رئيس الحكومة سابقا وقد تعارفا اثناء دراستهما معا في جامعة السوربون
فتحية مزالي اول وزيرة للمراة في تونس تلقي كلمة امام الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة وعلى يمينه يظهر زوجها محمد مزالي رئيس الحكومة وبعض الوزراء
الراحلة فتحية مزالي
3 صور
نعى الطاهر بوسمّة، والي (محافظ) تونسي سابق، فتحية مزالي أول وزيرة للمرأة في تونس والتي توفيت هذه الأيام عن سن يناهز التسعين عاماً.
وجاء نعيه شهادة حق لرجل عرفها عن قرب وتعريف بمسيرتها ونضالها، وهنا نوردها كشهادة عن امراة تونسية رائدة:
" فارقتنا نهائياً السيدة فتحية المختار مزالي الأستاذة ومديرة معهد ترشيح المعلمات بمنفلوري ورئيسة الاتحاد النسائي التونسي في زمن بورقيبة لعدة سنين تاركة لوعة وحسرة في نفوس عائلتها وكل أحبّتها من النساء والرجال الصادقين.
كانت من أوائل خرّيجات الجامعات الفرنسية لمّا كانت الدراسة مقصورة على الأولاد وعادت لتونس للتدريس وتكوين المعلّمات لرفع الجهل والأمّية عن أجيال أصبحت تونس بفضلهنّ تفتخر عبر السنين.
كلّفت برئاسة الاتحاد النسائي في زمن دقيق فأعادت توازنه واقتحمت من خلاله الأرياف وعرّفت المرأة بحقوقها وواجباتها بدون إفراط ولا تفريط.
قيمة استثنائية
تشرّفت بمعرفتها لما ترشّحت عن القيروان بمجلس الأمة في الانتخابات التشريعية لسنة 1974 وكنت واليا على تلك الجهة عندها ووقفت على قيمة تلك المرأة الاستثنائية من قريب.
لقد دخلت في قلوب القيروانيين قاطبة نساء ورجالاً بتواضعها وقربها من المرأة العادية التي تهتمّ بتربية أبنائها وتنسج الزربية وتتمسّك بعادة أهل القيروان على مذهب الإمام سحنون بشرط امتلاك عصمتها إذا قرّر زوجها التزوّج عليها بثانية بدون رضاها وموافقتها.
لم تكن المرحومة أمرأة صالونات تضيع فيها وقتها وكانت تكتفي بالمطلوب منها للضرورة بالرغم من المهام العليا التي تحملها زوجها لعدة سنين.
اول وزيرة للمراة
اختارها بورقيبة وزيرة للمرأة والأسرة لأوّل مرة في تاريخ تونس وبذلك فتحت الباب للنساء فتبوبن المواقع الأولية في الإدارة والقضاء والمحاماة والتدريس وأخذن السبق عن مثيلاتهن في الوطن العربي خاصّة.
وجد فيها زوجها المرحوم محمد مزالي سنداً له زمن محنته ولم تتخلّ عن واجبها نحوه أثناء غربته ونحو أبنائها بالرغم ممّا نالهم من تضييق وإيقاف.
كانت رحمها الله حسب تقديري من شهيرات التونسيات، فلو عاش حسن حسني عبد الوهاب لعدّها مع من كتب عنهن في ورقاته مثل فاطمة الفهرية وعزيزة عثمانة والسيدة المنوبية الآئي لهنّ الفضل في البرّ والإحسان في الصحّة ونشر العلم خارج القيروان وبها.
وأنا بهذه الكلمات القصيرة أردت نعيها كأشهر أمرأة في الزمن الحاضر كان لها الفضل في توعية النساء التونسيات بدون أن تخرجهن من الحشمة والوفاء وتربية الأبناء، فرحمة الله عليها ورزقنا الصبر والسلوان.