ترك روبيرتو كافالي Roberto Cavalli بصمة لا تُمحى في عالم صناعة الموضة، فلو كان لمدرسة الجرأة أساتذة، فحتماً سيكون المصمم الإيطالي الكبير؛ حيث اُشتهر بقصاته الجريئة والطبعات البرية التي لا تزال حاضرة في عروض ماركته إلى الآن، وكأنها أداة للتعريف بإبداعاته، فمن النظرة الأولى يسهل على عشاق علامته التعرف إلى تصاميمه، وفي اعتقادنا هذا أصدق مؤشر على نجاح أي مصمم، الهوية التي لا تشبه غيرها الممزوجة بمرادفات العصر، الأمر الذي دفع كافالي إلى تجاهل صعود نجم الأزياء المينيمالية في بداية الثمانينات، والأمر نفسه يتكرر اليوم، فمديرو الدار الجدد ظلوا يغردون في عزف منفرد غير متنازلين عن عنصر الإبهار الذي وضع الدار الإيطالية ضمن قائمة الكبار.
بداية متواضعة أصقلت موهبة كبيرة
مثل كل المبدعين الذين أثروا مشهد الموضة، حظي روبيرتو كافالي بموهبة فطرية بفضل جيناته الوراثية، فالفن يسري في عروق عائلته كالدم، فجده كان رساماً كبيراً ووالدته كانت خياطة ماهرة، كما أصقلت دراسته في أكاديمية الفنون في فلورنسا مسقط رأسه في عام 1957 موهبته؛ حيث اكتشف العلاقة الوطيدة بين المنسوجات والإبداع، ومن هنا كانت انطلاقته في عالم الأزياء، لم ينغمس المبدع الراحل في مهنة التصميم مباشرة، بل بدأ أولى خطواته بتأسيس ورشة صغيرة لطباعة الأقمشة، ومن بعدها وتحديداً في عام 1970 أطلق علامته التجارية، والتي اشتهرت منذ اليوم الأول بطبعات الحيوانات المدموجة بالريش والترتر، أسلوب جريء رسخ مكانة كافالي، وظل متفرداً بها طوال مشواره، مما جعله المصمم المفضل لأغلب نجمات هوليوود، ولمناسبة يوم ميلاده الذي يوافق 15 نوفمبر، سنحاول أن نرصد لكِ أبرز السمات التي ميَّزت مجموعاته؛ لتتذكري معنا أشهر إبداعاته.
الطبعات البرية.. التفصيل الأبرز في عروض كافالي
قدم روبيرتو كافالي نموذجاً فريداً في الحفاظ على هويته كمصمم انتهج الأسلوب الجريء منذ اليوم الأول، لذلك رافقت بعض التفاصيل أغلب مجموعاته، ومنها طبعات الحيوانات التي ظلت السمة الأبرز لعروضه المبهرة، حتى أنه اشتهر بلقب "ملك طبعة النمر"، ولم يبخل المصمم الكبير على زبوناته العاشقات لهذا النمط، وأدرج في المجموعة الواحدة أنماطاً منوعة من نقشة النمر والأفعى وحتى الحمار الوحشي، وأحياناً أظهر براعة غير مسبوقة في دمج اثنين منها في التصميم الواحد، من أشهر المجموعات التي احتوت على جرعة كبيرة من طبعة النمر المفضلة له تلك التي أطلقها المدير الإبداعي فاوستو بوجليسي لموسم خريف 2022؛ حيث ظهرت العارضات مرتديات كابات متوسطة الطول منسقة مع تنانير مستقيمة القصة وأحذية برقاب عالية مزينة بالنمط نفسه.
الجينز في عالم كافالي برؤية مبتكرة
لم يكن البنطلون الجينز في عالم روبيرتو كافالي مجرد قطعة يومية تتهافت عليها النساء لعمليتها وسهولة تنسيقها، فقد أضفى عليه رؤيته المبتكرة، بعدما مزج قماشه القطني بالليكرا؛ ليطلق لأول مرة في عام 1995 ذلك البنطلون المطاطي الذي لم يفارق خزاناتنا لسنوات طويلة، وقد جاءت هذه الخطوة كامتداد لسلسلة من الابتكارات التي نجح المصمم الإيطالي الشهير في إدخالها على الجينز التقليدي، بعدما زينه بالطبعات في عام 1988، كما أنه أول من ابتكر الجينز ذا المظهر البالي أو المهترئ في عام 1994 والذي كان ينفذه بتقنية رشه بالرمال.
اكتشفي 6 حيل ذكية لتنسيق البدلة الجينز بأسلوب الستريت ستايل
كافالي ملك الألوان القوية والطبعات المتداخلة
قدم روبيرتو كافالي عبر مشواره هوية بصرية لا تشبه غيرها، فهو من رواد دمج الطبعات المتباينة في الطلة الواحدة، وعادة ما يقدم هذا النمط بألوان قوية تلفت النظر، مدفوعاً بعشق النساء في فترة التسعينيات وبداية الألفية الثالثة لستايل البوب، فحرص على تغذية هذا الاتجاه بإطلالات تنطق تفرداً وفخامة، أبرزها الطلة الفريدة التي أدرجها فاوستو بوجليسي المدير الإبداعي للماركة ضمن مجموعة ما قبل خريف 2022، والتي جمعت بين طبعة النمر الأيقونية ونقشة المربعات الحمراء.
تصاميم شرقية غازل بها النساء العربيات
إذا كان كل تصورك عن روبيرتو كافالي أنه المصمم صاحب الفساتين الجريئة، فنوصيكِ بإعادة النظر في رحلته لا سيما مجموعاته الأخيرة قبل أن يتخلى عن قيادة الدار في عام 2015، فقد أدرك المبدع الإيطالي الكبير أهمية السوق العربي، وأراد أن يغزوه عبر سلسلة من التصاميم الشرقية، التي زينت عروضه خلال العقد الثاني من الألفية الثالثة، فرأينا لأول مرة على منصات عروضه القفاطين الواسعة، والتي طبعت في بعض الأحيان بأنماط الحيوانات في إشارة لأحد التفاصيل الأيقونية، التي ميزت مشوار كافالي، وهذا لم يمنع توفر القطع الناعمة في مجموعة ربيع وصيف 2014.
الفراء الصناعي عكس حب كافالي للحيوانات
اُشتهر روبيرتو كافالي بحبه للحيوانات ودعمه الكبير للعديد من القضايا المتعلقة بها، لذا فهو من المصممين القلائل الذين استخدموا الفراء الصناعي في تصاميمهم من سنوات طويلة قبل الوعي المنتشر الآن بالمشاكل البيئية، فلم يفارق ذلك الفراء الوثير مجموعاته الخريفية، وكان لمسة الفخامة التي سادت عروضه، والملفت أنه وظفه لتزيين الإطلالات النهارية والمسائية على حد سواء، فلم نستطع أن نتخطى جمال المعطف الفرو الذي جمع بين ألوان الأحمر والأبيض والأسود، الذي زين فستاناً نهارياً في مجموعته الخريفية الأخيرة في عام 2014، قبل أن يترك إدارة الماركة للمصمم بيتر دونداس، الذي تسلم مهامه في مارس 2015.
قد يهمك التعرف إلى مصادر الإلهام التي شكّلت مشوار المصمم دومينيكو دولتشي
