في أجواءٍ مملوءةٍ بالفخرِ والفرح، احتفلت الجامعةُ الأمريكيَّةُ في الشارقة بتخريج 794 طالباً وطالبةً ضمن دفعةِ ربيع 2025.وبهذه المناسبةِ، نُظِّم حفلٌ مميَّزٌ في قاعةِ المدينةِ الجامعيَّة، شهدَ حضورَ الشيخةِ بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسةِ الجامعة، ونخبةٍ من قياداتها، وأعضاءِ الهيئتَين التدريسيَّةِ والإداريَّة، وجمعٍ غفيرٍ من أسرِ الخريجين وضيوفهم. وتميَّز الحفلُ بروحٍ احتفاليَّةٍ، عكست التنوُّعَ الثقافي الغني للدفعة التي ضمَّت خريجين، يُمثِّلون 47 جنسيَّةً من مختلفِ أنحاء العالم.
كلمة الشيخة بدور القاسمي
ألقت الشيخةُ بدور القاسمي كلمةً، عبَّرت فيها عن فخرها العميقِ بالخريجين، مشدِّدةً على أهميَّةِ مواصلةِ التعلُّمِ، وتسخيرِ المعرفةِ في خدمةِ المجتمعات، وقالت: «بإصرارهم ومثابرتهم، يغادرُ خريجونا الجامعةَ الأمريكيَّةَ في الشارقة، وهم مزوَّدون أولاً بشهاداتٍ أكاديميَّةٍ، يفتخرون بها، وأيضاً بالشجاعةِ في طرحِ الأسئلةِ الصعبة، وبالتعاطفِ الذي يُؤهِّلهم للقيادةِ بمسؤوليَّةٍ، وبالرؤيةِ التي تُؤهِّلهم لصياغةِ عالمٍ، يسوده التقدُّمُ والإنسانيَّة. وبينما يخطون خطواتهم نحو مستقبلٍ لا يخلو من الغموض، فإنني واثقةٌ تماماً من قدرتهم على التكيُّفِ، والقيادةِ الهادفة، واتِّخاذِ قراراتٍ، تستندُ إلى أرقى القيمِ التي تُمثِّل الجامعةَ والشارقة».
دكتوراه فخرية للبروفيسورة مناهل ثابت
شهد الحفلُ حضوراً بارزاً من شخصيَّاتٍ في ميادين العلمِ والمعرفةِ حيث منحت الجامعةُ البروفيسورة مناهل ثابت شهادةَ دكتوراه فخريَّةً في العلوم تقديراً لإسهاماتها الرائدةِ في مجالَي الاقتصاد والذكاء الاصطناعي.
وتعدُّ البروفيسورة مناهل ثابت شخصيَّةً عالميَّةً بارزةً، وتشغلُ حالياً منصبَ المبعوثِ الخاصِّ للأمينِ العامِّ لدولِ اتِّحاد الكومنولث، كما أنها مستشارُ رئيسِ مدينةِ الملك عبدالعزيز للعلومِ والتقنيَّة، وهي خبيرةٌ في الرياضيَّات الكموميَّة والهندسةِ الماليَّة، وصُنِّفت ضمن أذكى 30 شخصاً في العالم، حسبَ تصنيف«Super Scholar» .
وبهذه المناسبةِ، صرَّحت البروفيسورة مناهل ثابت لـ «سيدتي» قائلةً: «كلُّ الشكرِ والتقدير للجامعةِ الأمريكيَّةِ في الشارقة، وبشكلٍ خاصٍّ لسمو الشيخةِ بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسةِ الجامعة، وسعادةِ البروفيسور تود لارسون، عميدِ الجامعة، ومجلسِ الأمناءِ الموقَّر، على هذا التكريمِ الرفيع بمنحي الدكتوراه الفخريَّةَ في العلوم، وعلى ما أحاطوني به من ثقةٍ ورعايةٍ. إن منحي الدكتوراه الفخريَّةَ في العلومِ من الجامعةِ الأمريكيَّةِ في الشارقة، ليس تكريماً لمسيرتي العلميَّةِ فحسب. إنه أيضاً تكريمٌ لكلِّ امرأةٍ عربيَّةٍ، جعلت من العلمِ جناحاً، ومن التحدِّي سُلَّماً، ومن الشغفِ رسالةً. أهدي هذا الوسامَ إلى كلِّ مَن آمنَ بأن للعلمِ سلطاناً، يُغيِّر لا يُسيطر، ويُنير لا يُبهر، ويُرقِّي الإنسانَ لا ليعلو به، بل ليجعلَ منه شعاعاً لمَن حوله، فالعلمُ لا يكتفي بأن يكون مساراً للعقلِ، بل هو أيضاً أُفُقٌ للروحِ، يُهذِّبها، ويمنحها بُعداً إنسانياً أعمقَ. وما يزيدُ هذا التكريمَ بهاءً في قلبي، أنه يأتي وأنا أحملُ هويَّةً فكريَّةً، شكَّلتها أرضُ العزم، وأقفُ في حضنِ وطنٍ، جعل من العلمِ نهجاً، ومن المرأةِ شريكةً في صناعةِ المجد والرؤية».
وأضافت: «خالصُ الامتنانِ، أقدِّمه لمجلَّةِ سيدتي، دارِ المرأةِ العربيَّة، ممثَّلةً في رئيسةِ تحريرها الأستاذة لمى الشثري، على اهتمامها الدائمِ بالمرأةِ المُلهمةِ، وحرصها النبيلِ على توثيقِ قصص التميُّزِ والارتقاء، فقد كنتم، وما زلتم مرآةً مشرقةً لصوتِ المرأةِ السعوديَّةِ والعربيَّة في أبهى تجلِّياتها».
«سيدتي» منبر العقول اللامعة والقلوب النابضة بالشغف
لطالما كانت «سيدتي» منبراً، يُعلي من شأنِ المرأةِ العربيَّة، ويحتفي برائداتها في شتَّى الميادين. وكانت قد حلَّت الشيخةُ بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسةُ الجامعةِ الأمريكيَّةِ في الشارقة، ضيفةً على الغلافِ في مناسبةِ «يوم المعلم» حيث شاركت رؤيتها في تعزيزِ قيمِ التنوُّعِ والشمولِ لضمان فرصٍ متكافئةٍ للجميع.
لحظات لا تنسى
هناك لحظاتٌ، تلامسُ القلبَ، وتختلطُ فيها دموعُ الفخرِ بوميضِ النجاح. في إحدى هذه اللحظاتِ المؤثِّرة، سلَّمت الشيخةُ بدور القاسمي، رئيسةُ الجامعة، شهادةَ التخرُّجِ لابنتها مريم سلطان القاسمي عن درجةِ البكالوريوس في علومِ الاتِّصال البصري، وسطَ أجواءٍ، يغمرُها الامتنانُ والاعتزاز.
وتخلَّلت الحفلَ كلماتٌ ملهمةٌ، ألقاها الطلبةُ، استعرضوا فيها تجاربَهم الجامعيَّة، ومراحلَ نموِّهم الشخصي. وفي لفتةٍ متميِّزةٍ، مُنِحَت «كأسُ رئيس الجامعة» لأربعةِ طلابٍ، تفوَّقوا أكاديمياً، وهم حسين سجواني، حمزة سويد، عمر فراج، ويوسف إرشيد. أمَّا «كأسُ مدير الجامعة»، فكانت من نصيبِ فهد محمود تقديراً لتفوُّقه الأكاديمي، وشخصيَّته القياديَّة. وقال سجواني في كلمته: «صنعتُ في الجامعةِ ذكرياتٍ لا تُنسى، وكلُّ تحدٍّ خضناه، شكَّل شخصيَّاتنا. التطوُّرُ، يكمنُ في الاستمرارِ والتعلُّم، لا في الكمال».
وشهدَ الحفلُ أيضاً تخريجَ أوَّلِ دفعتَين في برنامجَي ماجستير الآداب في الدراساتِ الدوليَّة، وماجستير العلومِ في التعلُّمِ الآلي، لتكتملَ بذلك لوحةُ الإنجازِ في يومٍ استثنائي.
