أسعد امرأة

أميمة عبد العزيز زاهد
قالت: كنت عاجزة عن إقناع نفسي بأنها ستحب، وفي الوقت نفسه لم أكن قادرة على الاعتراف لذاتي بأنني أحببت... كنت مترددة.. فهل ما أشعر به نحوك هو انجذاب أم إعجاب أم تعود، أم هو مجرد الشعور بالأمان؟! إن السبب بالنسبة لي سرّ لا يعلمه سوى مقلب القلوب. لقد أخبرتك بمنتهى الصدق بأنني خائفة... خائفة من أن تكون السعادة وهماً في حياتي، خائفة من أن أتذوقها شهوراً وبعدها تعود المياه إلى مجاريها، خائفة من أن أكون مجرد إنسانة عابرة في حياتك، خائفة من أن تتوالى الصدمات، ومن الفشل في نجاح هذه التجربة؛ لأنه سبق وتذوقت هزيمة الخداع. كنت أسأل نفسي دوماً: ترى هل ستسعدني؟ وهل سأتمكن من إسعادك؟ وهل ستساعدني على تخطي أحزاني وأتجاوز وأنت بجانبي همومي؟ وهل سأساعدك على تحمل مسؤولياتك وواجباتك؟ فأنا أريد أن تقدرني وأقدرك.. تفهمني وأفهمك.. تسعدني وأسعدك. ورغم خوفي من أمور كثيرة، فأنا مقبلة بإرادتي الواعية وكلي ثقة في مواجهة مخاوفي، وأريد أن أثبت لنفسي أنني قادرة على تجاوز أزمتي، خاصة أنك أقبلت عليَّ وأنا في أمس الحاجة إليك، فهذه اللحظة التي كنت أنتظرها بالتأكيد كان الاختيار صعباً، ففيه الحد الفاصل الذي يخيرني بين أمرين؛ إما أن أختزل سعادتي وأبقى على قيودي، وإما أن أنطلق نحو حياة مفعمة بالأمل. وفي لحظة حيرتي فاجأتني، وأعلنت موعد زواجنا لكل من حولك وحولي، واستطعت أن تحطم كل الحصون وتقترب إلى قلبي وتسيطر على مشاعري، فأصبحت أمنية لقائك على غير إرادة مني، فوجودك بجانبي فك قيود عقلي وقلبي.. فاحترمتك وتفهمتك وأحببتك؛ لأنك تستحق ذلك، وبدأت أعيش حياتي من جديد ساعة بساعة ويوماً بيوم، فكبر إحساسي داخل حواسي.. وأصبح حباً بلا حدود ولا قيود، حباً له مذاق مختلف، كبر وتشعب في كياني، فأنا أخيراً أصبحت امرأة محبة لمحب ضاعت معه أحزاني، وصاغ لعمري ميلاداً جديداً.. نعم أنت محب لا تحده أي حدود، محب يراني كل النساء، فتحت لي قلبك وعقلك وحواسك، نبهت أحاسيسي وأيقظت مشاعري، وسلمت لك كياني وجوارحي، فأصبحت أرى الدنيا بعينيك، فأنت من أحسستني بالمعنى الحقيقي للعطاء والاهتمام والعطف والحنان والحماية والرعاية. عشنا كل لحظاتنا معاً في أجواء رائعة، نحلل معاً كل موقف، ونتجاوز كل أزمة بمنتهى التعقل، كنا نستمع ونتفاهم ونتعلم معاً، ونكتشف عالمنا الخاص بنا، نلتقي ونرصد ونسجل، ونتلهف، نبوح ونتواصل، حتى تداخل نسيج حياتك مع نسيج حياتي، واتحد قلبي مع قلبك، وعرفنا كيف نحيا الحب الحقيقي؛ عندما أكملت ما كان ينقصني، وأكملت ما كان ينقصك، احترم كلٌ منا الآخر، ومارسنا المشاركة بأسمى معانيها وبكل أشكالها، أصبحنا معاً أكثر قوة، وأشمل نظرة، وأعمق فكراً، فسعادتي تذوقتها معك، وحياتي بدأت بك، فما أسعدني من امرأة حصدت معك الحلم والأمنية!