mena-gmtdmp
قالت: بعد مرور خمس سنوات على زواجي تركني زوجي، لأننا لم ننجب، رغم أن الأطباء أخبرونا بأنه ليس هناك ما يمنع من الإنجاب وما علينا سوى التحلي بالصبر، حتى يقدِّر الله لنا ما نتمناه، ورغم أن حياتنا كانت مستقرة وكنا متفهمين ومتحابين، ولكن بناء على رغبة أهله وبالتأكيد رغبته قرر أن يتزوج بأخرى، ورغم صدمتي النفسية والمعنوية بقراره غير المتوقع أقنعت نفسي بأن ذلك من حقه، ولكن الذي ليس من حقه هو أن يهجرني، فعندما أبلغني بقراره انتابني إحساس مدمر فقدت فيه توازني، فالشعور برفض الآخر ونسيان العشرة ونكرانها إحساس مؤلم، ورغم ذلك لم أعترض على زواجه ولم أعاتبه على عدم تنفيذ وعده بأن يحافظ عليَّ ولم أستجديه بأن يبقيني على ذمته ولا أن نمنح أنفسنا فرصة أخرى، فالأمر من قبل ومن بعد بيد الله -سبحانه-، وتكمن مشكلتي في أنه رفض أن يطلقني ويتركني في حال سبيلي، رغم مرورعامين، وليس الأمر كما قد يُخيل للبعض بأنه حب وتمسك بي، ولكن لأنه يريد أن يستلم المهر وجميع ما خسره في زواجه مني، رغم أنه هو من قرر وهو من باع، كم هو شعور مرير فيه ذل وإهانة، خاصة هو يعلم بأني لا أملك ما يطلبه مقابل حصولي على حريتي، ومازلت معلقة أمام عجزي عن تحقيق شرطه، وبين رغبتي في الاستقرار وثقتي بأن يكتب لي الله حياة زوجية جديدة أنشئ فيها أسرة أمارس فيها دوري، ولا زلت أنتظر فرجًا قريبًا من الله فهو -سبحانه- العالم بحالي. مع الأسف هناك بعض الأزواج من يرفض أن يطلق زوجته، سواء كان هو السبب أم هي، وحتى عندما يصلا عند مفترق الطرق وتستحيل العشرة بينهما، إلا أنه يرفض أن يتخلى عن عناده وجبروته، وليس لديه النية ولا الرغبة في أن ينهي الموضوع بهدوء وأن يخاف الله في من كانت يومًا عشيرته فيسرحها بإحسان، حتى لا تصبح المرأة معلقة لا هي بالزوجة التي تتمتع بحقوقها ولا بالمطلقة، حتى تتمتع بحريتها وتجد نفسها تعيش على هامش الحياة في وضع غير إنساني، لأنها فقدت حريتها في أن تعيش حياتها، ولو استمر المنوال على نفس الحال ستفقد بالتدريج فرصتها لتبدأ حياة أخرى وستظل، مع الأسف، تعاني المعلقة من تجاهل مؤسسات المجتمع لها مثل الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية، أو حتى من فاعلي الخير، فهي لا تزال مسجلة كزوجة في الأوراق الرسمية، ترى ما سيكون شعورها وهي ليس لديها مصدر رزق، لحظتها ستكون ناقمة على وضعها وعلى المجتمع الذي لم ينصفها، وقد يولد هذا الشعور في نفسها دوافع الانحراف أو الإدمان للانتقام لكرامتها، لا أعلم ماذا يعرف مثل ذلك الزوج عن شرع الله ألم يقرأ ويستوعب قوله تعالى: «وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا * وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا». .