كتب فايق عبدالجليل يوماً:
«ثياب الرصيف مبللة
وناي المطر يعزف صبا
ويتذكر أيام الصبا..
وأنا غروب الشمس.. ضيف بهالمسا
أنطر عسى
ناي المطر يغزل لي شي ألبسه
الناس من صوف وقطن
محد ترك جلده ونسى
إلا الشجر.. عاري ولا أحد لبسه
راح العمر
اللي أصابع روحي عيت تلمسه
راح العمر
اللي كتبته فوق درج المدرسة».
راح فايق عبدالجليل.. صاحب حب العصافير
راح فايق عبدالجليل.. وقيدت القضية ضد مجهول..
راح المطر.. ولم تستنفر المخافر العربية
لأنه ليس من اختصاصها البحث عن ناي يعزف للمطر
أو شاعر يُغني للحب والعشق والناس الطيبة
ويكتب قصائد حب في «وسمية»
وليس من مهامها البحث عن عصفور دخل السجن بطريق الخطأ..
لأن مهمتها هي إدخال العصافير إلى أقفاصها وليس إطلاقها لإزعاج السلطات بالغناء،
فغناء العصافير يزعج السلطات المختصة
كل شيء يهون.. إلا أن أتصور عصفوراً مثل فايق خلف القضبان..
وهو إذا أعلنت جهة مسؤوليتها عن موته..
فليس لأنه تم اغتياله بمسدس أو تصفيته.. بكلاشينكوف..
فالسجن يكفي لاغتيال العصافير.. ومنعها من التغريد هو أكبر عملية تصفية..
فكان سجن فايق لسنوات هو أكبر جريمة في حق العصافير ومنعها من تقرير مصيرها
وقد كان فايق حياً ميتاً فأصبح ميتاً حياً فكل محبيه وأصدقائه من بعده يشعرون باليتم
أنا أحدهم.. يكفي أن لغتي الشعرية تعطلت من بعده.. واعتزلت كل كلماتي احتجاجاً.
لأنني من فصيلة دمه.. أو هو من فصيلة دمي وهمي..
فأصبحت شاعراً مع وقف التنفيذ بعد أن تعطلت لغة الكلام عندي
فلم أعد أكتب إلا كلمات الاستنكار التي تدين هذا العالم الذي يخاف من العصافير..
فيودعها السجن تحت حجة حفظ الأمن..
فأي عالم هذا الذي يخاف من العصافير؟!
فوجود فايق في السجن لسنوات وصمة عار في جبين هذا العالم وانتهاك صارخ لحقوق العصافير قبل أن يكون انتهاكاً لحقوق الإنسان.. وحق حرية الرأي والتعبير
وأي عصافير هذه التي تلقى في السجن بتهمة أنها من حزب فايق عبدالجليل.
أوفايق عبدالجليل عضو مؤثر في حزبها يحرضها على قلب نظام العسكر وإقامة مملكة العصافير التي لا تعتبر كتابة الشعر محاولة للخروج على القانون والعزف على ناي المطر.
تهمة يجب أن يدفع مرتكبها عمره!
شعلانيات:
. نقطة المنتصف أشدّ ألماً
لأنّك لم تعد تعلم أيّهما صار أقرب لك
. الوصـول أم العودة
من يفتقد الجمال الداخلي.. سيعجز عن رؤيته في الآخرين!
. قدموا الجميل دائماً، وسوف ترون ما هو أجمل!
. أحياناً تحتاج أن تجلس
مع نفسك كي تتنفس
وتكافئ ذلك الإنسان الجميل في داخلك!.





