لا تتصارع مع خنزير في الوحل فتتسخ، بينما يستمتع هو، بعد كل المحاضرات الطويلة عن السلام بلحظات تجد أن هناك من يريد أن يدخلك معه في معركة لا يريدك أن تعود سالماً، ويبحث لك عن أي خطأ ليبدأ معك معركة. كل ذلك؛ لأنه يرى المعارك أجمل من السلام. وكل ذلك؛ لأنه يرى الحياة في الخندق الآخر. وكل ذنبك، ذلك أنك ترى الحياة في خندق السلام. بينما يراها الآخرون من زاوية مناهضة للسلام.
فإذا استطعت أن تعود، برغم ذلك إلى بيتك سالماً، فأنت حققت انتصاراً كبيراً لنفسك ولقناعاتك، وللمواعظ الطويلة التي كنت تقولها لأولادك. والأهم من كل ذلك أنت عدت سالماً، وهذه أكبر جائزة وأعظم انتصار هذه الأيام، على الأقل أصعب معركة في حياتك عندما يدفعك الناس إلى أن تكون شخصاً آخر، يستفزونك لـتخرج أسوأ مـــا فيــك، ثم يقولون هذا أنت أنت، في هذه المعركة في صراع مع أنا وأنت، وهو وهم، ففي داخل كل واحد منا معركة تبدأ كل صباح، ولا تضع أوزارها إلا عندما نضع رؤوسنا فوق الوسادة.
هذه المعركة قد تكون كبيرة، لدرجة نحتاج معها إلى قوات للتدخل السريع؛ لنزع فتيل الأزمة بيننا وبين أنفسنا، فنلجأ إلى أقرب صديق أو أبعد صديق، ليس مهمّاً من يكون أو من تكون، المهم أن نجد من يعيننا على أنفسنا الأمَّارة بالحرب.
وقد تكون معاركنا صغيرة، فننشغل عن معاركنا الكبيرة بمعارك صغيرة.
فأسوأ معركة يدخلها الإنسان هي معركته ضد نفسه، ومعركته ضد رغباته، ومعركته ضد أخطائه، فأنت إذا أردت أن تنتقم من إنسان لا تدخل معه في معركة، بل انقل المعركة إلى داخله، وسيأتيك يوماً مهزوماً ومكسوراً؛ لأنه لا يوجد من يمكنه أن ينتصر على ذاته غير إنسان خصم لذاته. ولا يوجد هذه الأيام من يقف نداً لذاته!
شعلانيات:
| ما أجمل النظافة، ولكن ما أعظمها عندما تكون في عقولنا!
| جميعنا نملك نفس العين، لكن لا نملك نفس النظرة!
| عندما تقرأ كتاباً، فإنك تحمل عقلاً آخر بين يديك!
| هناك أناس يصنعون الأحداث، وهناك أناس يتأثرون بما يحدث، وهناك أناس لا يدرون ماذا يحدث!