كوكب الخير

محمد فهد الحارثي


لو كان الزمن يشترى لاشتريته. لو الفرح يهدى لأهديته. ما من لحظة في الكون أجمل من أن أكون بين يديك. ما من لفظ يستحق كلمة سعادة إلا حينما أراك. ما من حياة تملأ أركان عالمي إلا بوجودك.

يا أجمل إنسانة علمتني معنى الحب والعطاء. يا أعظم مدرسة فهمت فيها ماذا يقصد بالوفاء. كل تفاصيل حياتي وتجاربي هي بعض السطور في كتاب حكمتك وطيبتك. كم أتمنى أن أعرف كيف تجمعين كل هذا الحب والعطاء والبساطة والإيثار في شخصك. تهتمين بالآخرين بكل تفاصيلهم ثم أنت.

أشعر بتأنيب الضمير معك دائماً. كيف أستطيع أن أجعل من كل ساعة في حياتك لحظة فرح. وكيف أصوغ من العبارات أجملها ومن الألحان أحلاها فقط لإسعادك.

يا كوكب الخير ومظلة الحب، فيضان عطائك يغطي كل مساحات حياتنا. وخيرك ترك بصماته في كل من التقى بك. تحنين على الجميع وتسألين عن الكل. وتفكرين في الصغير وتقلقين على الكبير. تمنحين وقتك حتى في أصعب الظروف لكل شخص بجوارك مهما كان وضعه أو عمره. والغائب في كل هذه المجموعة هو لفظ أنا.

هذه الأنهر، التي تعطي تمنح كل ما فيها للمحيطات لا تنتظر مقابلاً. هذه الأشجار التي تكسو المساحات القاحلة لتتحول إلى محصول عطاء لم تسأل يوماً عن رد الجميل. وهكذا أنت شيء يخالف طبيعة الإنسان.. وهي الأنانية، صورة وضاءة تعيد لإيقاع الحياة إنسانيتها، وتبني الثقة في قيم ذبلت مع إيقاع الحياة السريع.

تعلمت منك التفاؤل وقوة الإيمان. فأصبحت الحياة بالنسبة لي رحلة أتعامل معها بسكينة القلب وراحة الخاطر. وكل يوم يمضي في عمري أنضج قليلاً فأكتشف أنني في الواقع أصبحت أكثر إدراكاً لمعاني كلماتك وقيم مبادئك. ببساطة أمشي في مشوار قد وضعت أنت لبنات خطواته منذ أن بدأت أتلمس خطوات الطريق.



اليوم الثامن:

قبلة واحدة على يديك تعيد

الاتجاهات الأربع إلى مكانها