هل نعود؟

محمد فهد الحارثي

 

‭.‬‭‬هل‭ ‬نعود؟‭.. ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نوقف‭ ‬ساعة‭ ‬الزمن‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬اتخذنا‭ ‬فيها‭ ‬واحداً‭ ‬من‭ ‬أحمق‭ ‬قراراتنا؟‭.. ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نستعيد‭ ‬اللحظة‭ ‬لنعيد‭ ‬دفة‭ ‬المسار‭ ‬ونلغي‭ ‬جنون‭ ‬ذاك‭ ‬القرار؟‭.. ‬لحظات‭ ‬نفقد‭ ‬البصيرة‭ ‬ويغيب‭ ‬عنا‭ ‬العقل‭ ‬ويتوه‭ ‬عنا‭ ‬الطريق‭. ‬
لو‭ ‬كنا‭ ‬فقط‭ ‬أكثر‭ ‬حكمة‭ ‬لو‭ ‬كنا‭ ‬أكثر‭ ‬هدوءاً‭ ‬لكانت‭ ‬تغيرت‭ ‬مسارات،‭ ‬وربما‭ ‬حتى‭ ‬المصير‭. ‬أعرف‭ ‬أن‭ ‬المسافات‭ ‬تباعدت‭ ‬وأن‭ ‬الكلمات‭ ‬تقلصت‭ ‬وأن‭ ‬المشاعر‭ ‬تألمت‭. ‬مياه‭ ‬كثيرة‭ ‬مرت‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬الجسر؛‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تستطع‭ ‬أمواجها‭ ‬أن‭ ‬تنتزع‭ ‬الجذور. ‬ ربما‭ ‬تطمس‭ ‬الألوان‭ ‬وتختفي‭ ‬الحقائق‭ ‬لكن‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تعود‭ ‬مع‭ ‬إشراقة‭ ‬الصباح‭ ‬الجديد‭. ‬ ما‭ ‬يميز‭ ‬الحقيقة‭ ‬أنها‭ ‬لاتموت‭. ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬تظاهرت‭ ‬بذلك‭. ‬
 
نخدع‭ ‬أنفسنا‭ ‬بالنسيان،‭ ‬ونكتشف‭ ‬أن‭ ‬النسيان‭ ‬محتال‭ ‬في‭ ‬تلونه،‭ ‬يوهمنا‭ ‬بأننا‭ ‬انفصلنا‭ ‬عن‭ ‬ماض‭ ‬عبرناه،‭ ‬ليرتد‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬أصعب‭ ‬الفترات‭.‬ يقف‭ ‬متوشحاً‭ ‬سيف‭ ‬الذاكرة،‭ ‬عنيداً‭ ‬في‭ ‬صموده،‭ ‬واثقاً‭ ‬من‭ ‬انتصاره‭. ‬هل‭ ‬هي‭ ‬هزيمة؟‭.. ‬ولتكن،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬انتصار‭ ‬للذات‭ ‬واستعادة‭ ‬لجوهر‭ ‬الإنسان‭. ‬لاتهمنى‭ ‬التفاصيل‭. ‬النتائج‭ ‬تلغي‭ ‬أهميتها‭. ‬أعيش‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬تماس‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬واقع‭ ‬أعيشه‭ ‬لكنه‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬حياة،‭ ‬وحياة‭ ‬أبتغيها‭ ‬وتنتظر‭ ‬منا‭ ‬جميعاً‭ ‬القرار‭. ‬سأضع‭ ‬النقطة‭ ‬الفاصلة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬مسار‭ ‬توهمته‭ ‬وطريق‭ ‬اكتشفته‭. ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬الأمور‭ ‬أبداً‭ ‬بهذا‭ ‬الوضوح‭. ‬اليوم‭ ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬أستعيد‭ ‬العمر‭ ‬الذي‭ ‬مضى‭ ‬وأبدأ‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬جديد‭. ‬
 
‭ ‬اليوم‭ ‬الثامن‭:‬
‭ ‬لن‭ ‬أسألك‭ ‬هل‭ ‬نعود‭..‬
‭ ‬الحقيقة‭ ‬أننا‭ ‬لم‭ ‬نفترق