فتاة في عمر الزهور حائرة لا تعرف من أين تبدأ، ولا كيف تبني مستقبلها لتصل إلى تحقيق طموحها وأحلامها. فتاة كغيرها من مئات الفتيات اللاتي تاهت أعماقهنَّ، وهربت نجاحاتهنَّ من ميزان الفرص غير المتكافئة. تقول رسالتها طوال حياتي، وأنا أسمع من البعض أنَّ البقاء للأقوى، وكنت أرفض هذه المقولة، ومؤمنة بأنَّ البقاء للأصلح، لكن بعد صراعاتي في هذه الحياة؛ من أجل تحقيق أبسط أمنياتي تأكدت بالفعل أنَّ البقاء للأقوى، ولمن يمتلك الواسطة، وأنا -ولله الحمد- واسطتي أطلبها وأنتظرها من ملك الملوك. وفكرت هل عليَّ أن أقع في الخطأ لأحقق حلمي ونجاحي. ولكني -ولله الحمد- لا تربيتي ولا أخلاقي، وقبلهما ديني تسمح لي بأن أخطئ لأحقق ذاتي، وأشق طريقي وابني مستقبلي. فحلمي كبير، لكن قولوا ماذا أفعل؟ يقولون إذا لم ترس سفينتك فاسبحي إليها فهل لو سبحت سأصل سالمة أم سأغرق؟ يقولون إن لم تطرق الفرصة بابك فابني لها باباً وأوجديها، ولو فرضاً وجدتها ترى هل ستناسبني أم ستؤلمني؟ قولوا ماذا أفعل؟ يقولون ابدئي بالضروريات، ثم انتقلي إلى الأقل أهميَّة، وستجدين نفسك فجأة حققت المستحيل. كيف وأنا لم أتمكن من تحقيق أدنى حدٍّ لطموحي ليس قلة في قدراتي ولا تقليلاً من ثقافتي، لكن لأنَّ الفرص لا تتاح إلا بمواصفات خاصة، وعلاقات خاصة ليس لها علاقة بالثقافة، ولا بالرغبة، ولا بالقدرة. قولوا ماذا أفعل؟ يقولون لي واجهي مخاوفك، وتشجعي، وبادري بتحقيق حلمك مهما كانت الظروف، ومهما واجهت من صعاب. ولكن كيف سأتجاوز شعوري بالخوف من مجهول أترقبه، وأنتظره، فكلما واجهت مخاوفي أخاف أكثر؟ يقولون إن أحلام اليقظة إحساس رائع عيشي أمنياتك من خلالها، وتمسكي بتلابيب الواقع فهل أحلق في خيالات لا صحة لها فأقع في متاهات الوهم؟ قولوا لي ماذا أفعل فأنا لا أدري كيف ولا من أين أبدأ مشوار حياتي العملي، وبدوري أوجه ندائي لجميع فئات المجتمع المعنيَّة لماذا لا نعتمد على ثمرة عقول أبنائنا؟ فقضيَّة بناء الإنسان قضيَّة عظيمة فما أحوجنا اليوم -ونحن في زمن الانكسارات- أن نتعلم فنَّ صناعة الأمل، ودفن اليأس، ورفع راية التعزيز الإيجابي فهو مفتاح مهم ومؤثر يبعث النفس البشريَّة على الارتياح والعطاء، ومن أهم ما يمكن أن نقدمه للجيل القادم -حتى لا يستمر في التخبط في تنفيذ قراراته، وبالحيرة من عدم معرفة احتياجاته- أن نرفع من معنوياته، ونقوي عزيمته ونمنحه الفرصة تلو الأخرى، ونشجعه لتقديم الأفكار البناءة، وأن نعترف بعطائه ونساهم في توفير مناخ فاعل لنستفيد ونفيد الكون. فيا رب احمِ أبناءنا وبناتنا واعصمهم من الفتن والمعاصي.
أنين فتاة
الأمل إحساس رائع يؤدي أحيانًا إذا لم نذقه إلى اليأس. فهل يجب عليَّ أن أنتظر؛ حتى يتحقق أملي أم يجب عليَّ التوقف؛ حتى أصل إلى الشعور بالإحباط، ويصبح بعدها أملي أن أفقد الأمل؟
رمال عدنان