mena-gmtdmp

احصد أنت ما زرعته

أميمة عبد العزيز زاهد
إنني أعيش الليل حزينة كلما تذكرت الساعات التي قضيناها في كل ليالينا في أحلى قصة حب، وأخشى أن تنتهي على يديك يا زوجي الحبيب حزينة لأنك آثرت الابتعاد عني وعن أبنائك، وتعللت صباحاً بالعمل، وكثرة المشاغل، وفي الليل بالأصدقاء…وآثرتهم علينا فكنت تختفي، وتغيب، ولا أدري متى ستعود، وإلى متى ستظل غائباً، وكم تركتني أياماً أعاني من الوحدة، والخوف، والفراغ، وأنا أعيش زوجة بلا زوج، وأقضي ليلي بلا وليف، وكان أنيسي في وحدتي جدران حجرتي، وعندما كنت أطالبك بالبقاء معي، وحاجتي إلى وجودك بجانبي تسألني في كل مرة نفس السؤال وهل ينقصك شيء؟ وأرد عليك بنفس الإجابة وأقول لك نعم ينقصني أهم شيء وهو أنت، نعم فأنا لا أنكر أنك كريم معي إلى أبعد الحدود، وأخبرتك مراراً بأنه لم يكن ينقصني شيء قبل أن أتزوجك، فقد كنت المدللة المرفهة، وكل طلباتي كانت مجابة، وحينما اخترتك وارتبطت بك كان ذلك لشعوري الكبير تجاهك، ويقيني بقدرتك على إسعادي وتحقيق ما كان ينقصني وهو الاستقرار العاطفي، والأمان الاجتماعي، وإشباع أنوثتي، وتكوين مملكة خاصة بنا، ولكن كل أحلامي ذهبت أدراج الرياح، ويتجدد حزني كلما سببت لي الألم دون أرادتك، وتكون معاناتي عميقة، وأتحدى نفسي التي أعرفها جيداً على الصمود لأني أخاف لو استمر الحال على هذا المنوال فقد أخسرك، ومع الأسف كلما مرت بنا الأيام لا أراك إلا تزداد بعداً وعنفاً وعصبيةً، ويزداد صراخك وانفعالك أمامي وأمام الجميع، وأعترف لك بأنني قد مللت الحياة معك، فقد تشتت ذهني، وأصبحت أتراجع عن أي قرار أتخذه من كثرة حيرتي وترددي، ولكن ما ذنب أولادنا الذين كبروا، وكبرت معهم مشاكلهم الاجتماعية والنفسية، وزادت مطالبهم ما ذنبهم أن يحرموا من حياتهم الطبيعية كبقية البشر، ويكفي أنك حملتني المسؤولية كاملة حتى اعتبروك مجرد ضيف يعيش في المنزل، وبدأت بالتدريج أصاب بالإحباط من شدة ما أعاني من الضغوط، ويكفيني هموم النهار، وقلق الليل، وكم صبرت وانتظرت أن تشاركني المسؤولية ولكن لا حياة لمن تنادي، فلا تلومني على تصرفاتي معك، ولا تشتكي من شعورك بالغربة فأنت تجني ثمرة ما زرعته، لذا قررت بيني وبين نفسي أن تكون في نظري الأب الصوري لأبنائك فقط بعدما أحسست بمدى فشلي لكسبك كزوج وصديق وحبيب….عزيزي: ألا أستحق أن أشعر معك بالراحة، أم تظن أنني من صخر لا أملك مشاعر، أو أحاسيس، لابد أن تفهم أن لكل منا دوره الطبيعي في هذه الحياة ألا أستحق منك القليل من الاهتمام..وألا يستحق أولادك منك بعض التضحيات..ألا ترحم خوفي على حياتنا من الانهيار…. وعلى علاقتنا من الدمار فقد تعبت ألا تود أن تعترف بأنك مقصر في حقي وحق أولادك…..فكر أرجوك في مستقبلنا جميعاً، وكن منصفاً، وعادلاً، وراعياً لحظتها ستجدني كما تريد أنت أن أكون