mena-gmtdmp

تعبت من التفكير

أميمة عبد العزيز زاهد
تنهال على رأسي الأسئلة المعتادة التي تؤرقني.. ويسطر قلمي ما في أعماقي على هذه الورقة، التي لا حول لها ولا قوة، فتتحمل مني الكثير… ويمضي الوقت وأنا ما زلت أسأل نفسي وأجيب عنها.. إنها معاناة متكررة وصرخات متراكمة.. على مدى سنوات أظل أسمع دقات رقيقة على جدران قلبي المتعب وهو يهمس بكل دفء وحنان، يطلب منى المساعدة في فك أسره وقيوده، فأعماقي تئن من التعب، وكنت أظن بأن الزمن كفيل بنسيان الألم وتخفيف الأعباء، لتهدأ نفسي ويرتاح قلبي.. كم تمنيت أن أعانق حلمي.. سنوات وأنا أستغيث.. أين تسربت أحلامي؟! أين أنتِ مني أيتها السعادة؟ وإلى متى سأظل أندب حظي؟ قد أكون أنا السبب! فمن يحكمني هو عقلي مهما كانت النتائج أو الخسائر، وكثيراً ما أحدث نفسي وأمنحها الأمان؛ بأن كل ما يحدث لا يستحق مني ولا لحظة أرق… ولا ساعة فكر… ولكن ما العمل مع ذاكرتي التي تصر على استدعاء مواقفي المؤلمة، فتفتح أمامي الأبواب المغلقة؟! أما لحظات السعادة التي مررت بها فلا تفكر في زيارتي ولو مرة واحدة!! كيف لي أن أراقب مشاعري وتصرفاتي وأرصدها؟ فقد كنت في يوم ما أملك الأمل… صحيح أنه بصيص نور، ولكنه أمل والسلام! وكم تعبت من التفكير بضرورة اتخاذ قراري، ورسمت لنفسي الخطوط الرفيعة والعريضة… الحمراء والخضراء… وأكيد أني سأخرج من هذه الأفكار بنتيجة، وتمر بي الساعات ثقيلة وأنا أدفعها دفعاً؛ لتقرر خريطة واقعي، وسمحت لنفسي بأن تحلم، المهم أن أصل لنهاية ما أريد، فقد تعبت، وعليَّ أن أضع حداً لمعاناتي، سواء رضيت أم أبيت.. لحظات أحاول خلالها أن أقنع نفسي وأرضيها، لعل الردع يأتي بنتيجة إيجابية فتخضع وتلين… فجأة وأنا في ذروة معركتي مع ذاتي ينتابني إحساس بأن أحلامي قد تساقطت ورقة… ورقة… وبأن آلامي ما زالت تتربص بي، وتنتهز الفرصة لتثبت لكياني العنيد حقيقة ضعفي، فالقرار يموت قبل أن تكتمل ولادته، وأحلامي تتهاوى قبل بنائها… فلا أملك التمييز بين حواسي وانفعالاتي، وكأني جماد لا يتكلم أو يسمع.. وليس له أي ردة فعل! كل ما أعرفه أني أشعر بتوقف إحساسي عن الزمن… حقاً شعور مخيف تنقلب فيه أعماقي رأساً على عقب.. شعور بالتشاؤم من حالي ومن كل شيء… لا شيء يستحق…لا شيء مهم… وكأني أعزي نفسي بوداع بارقة الأمل الذي أصبح في عداد الأموات، وفارقت بقية أهدافي التي أصبحت بعيدة المنال… نعم أنا أواجه مشكلة لا يفيد في حلها إدانة ظروفي وتحميلها مسؤولية تعاستي‏..‏، وإنما عليَّ التحرك؛ لاتخاذ خطوة جدية لإيجاد حل‏...‏، ومحاولة تحجيم الخسائر، مع التسليم بمسؤوليتي عن فشلي.. فإنني لن أقف مكتوفة اليدين، عاجزة أمام انهيار أحلامي‏..‏، وسأتحرك هذه المرة للأمام وأتخذ قراراً جريئاً؛ بالبحث عن سعادتي؛ خوفاً من أن يأتي عليَّ يوم أندم على أشياء لم أُقدم عليها في وقتها المناسب،‏ فبالأمل سيعود التفاؤل لحياتي