أعود للعبة التوازنات على الطريقة السياسية، فأحاول أن أكسب طرفاً دون أن أخسر الآخر.
أحاول أن أكسب المرأة دون أن أخسر الرجل..
وأنتصر للمرأة دون أن يكون ذلك على حساب هزيمة الرجل..
لذلك أقول إن المرأة في حبها أكثر وفاء من الرجل وأكثر صدقاً، فهي تتخلى عن عروش الدنيا كلها؛ من أجل أن تتربع على عرش الحب، بينما الرجل يضحي بأجمل عروش الحب؛ من أجل عرش من خشب أو حتى زجاج.
فحب المرأة كله حقيقة، وحب الرجل ثلاثة أرباعه ادعاءات!! وهو ما أثبتته الوقائع وأكدته قبل فترة، وليس أيام الجاهلية حيثُ العشق والصبابة والنوى تقتل صاحبها.. أو صاحبتها.. فحبهم كان أصدق.. وكان أجمل، حتى وإن كان حباً جاهلياً!
فقد عادت ابنة الإمبراطور الياباني بحبها إلى الجاهلية، وفضلت عرش الحب على عرش الملك، فتخلت عن كل ألقابها؛ من أجل أن تفوز بلقب الحب والزواج. وهي اختارت من اختاره قلبها على حساب من اختاره لها البلاط الملكي. ففضلت أن تعيش إنسانة «عادية» على أن تعيش «ملكة».
واختارت أن تعيش في شقة.. على أن تعيش في قصر.
وهي، وبكامل إرادتها، فضلت أن تمشي خلف زوج من عامة الشعب على أن تمشي أمام زوج من البلاط الملكي.
بعض الصحف اليابانية قالت عنها إنها «مخبولة» أو «خبلة»، كما نقول نحن في جاهليتنا، ولكنه خبل الهوى.. وكما تقول العرب «أخبل من ليس به خبل»..
فالحب والخبل وجهان لعملة واحدة عند كل شعوب الأرض.. من الجاهلية الأولى عند العرب؛ وحتى آخر نقطة في أقصى الشرق عند اليابانيين.. فالحب ضد المنطق؛ لأن الحب لا منطق له. ولو كان له منطق لما أصبح حباً.. فهو ضد السائد.. وضد المنطق وضد المعقول. ما الذي يجعل ملكة تتخلى عن عرشها؛ لتتعلق بعرش الحب من أجل واحد من عامة الشعب؟!
وأجمل من انتصار هذه المحبة لمن تحب هو موقف والدها الملك الذي لم يقل العبارة الشهيرة التي يقولها كل أب في مثل هذا الموقف «لا إنت بنتي ولا أعرفك» على طريقة الأفلام العربية القديمة.
فهو قال لها: أنت بنتي وأنا أعرفك، وأعرف أيضاً أن أبناء الشعب ملتزمون بقراراتي.. ولكنني لا أستطيع أن أصدر قراراً أمنع بموجبه ابنتي من الحب، كل تهمتها أنها أحبت واحداً من عامة الشعب.. فأنا لولا هذا الشعب الذي يحمل في قلبه كل هذا الحب لي لما كنت إمبراطوراً، فالحب هو الذي يصنع الإمبراطورية ويدعمها.. لذلك سأدعم زواجكما دعماً للقيم الجميلة؛ حتى وإن تضررت منها داخل العائلة؛ لأن دعمي لها هو دعم للمبادئ على حساب المصالح العائلية، وانتصار للإنسانية على حساب الطبقية!
شعلانيات:
| حدث مرة أن استدان مني شخص مئة دينار، وقال إنه سيكون مديناً لي طوال حياته.
| ففهمت كلامه متأخراً.. بأنه سيبقى مديناً لي طوال حياته.
| إذا أردت أن يحبك الناس... فأحبهم، وإذا أردت أن يسامحك الناس ببساطة فسامحهم!
| اقرأ الصحف وأنت تعرف كم هي كثيرة مشاكل الناس. واقرأ الإعلانات وأنت تعرف كم هي كثيرة رغبات الناس!