mena-gmtdmp

رسالة لسيدي الرجل

أميمة عبد العزيز زاهد
سيدي الرجل هناك البعض من تصرفاتك التي تفعلها وترضي غرورك لا تليق بمكانتك كرجل، فأنت رب الأسرة، وأنت المسؤول والقائد، لا تنزعج يا سيدي من كلماتي إذ أنا بحت بشعوري، فأنت دائماً تحاصر المرأة حتى تمتلكها، ثم بعد ذلك تقتل أجمل ما فيها؛ مشاعرها وأنوثتها وعطاءها، فكيف تسمح لنفسك وأنت المثقف أن تعيش حياة الجاهليَّة، فأنت تفعل أي شيء وفي أي وقت، ولا تريد من أحد أن يلومك أو يوجهك لأنك رجل، والرجل هو الذي يصدر الأوامر. لِم تخفي عواطفك ومحاسنك التي تقربك ولا تبعدك.. تزيدك وقاراً لا تصغيراً، لماذا تذبح مشاعرك وتحاول أن تظهر غيرها من الصفات التي تختلقها أنت وليست موروثة أو مخلوقة معك، فلماذا تقيد زوجتك وتحل قيودك أنت، ولماذا تسير أمامها لا بجانبها، فماذا يعني أن تعمل ما بدا لك ثم تقول إنَّ الرجل لا يعيبه شيء؟ نعم هذا صحيح في مجتمع الأرض، لكن يوم الحساب يتساوى الرجل والمرأة في كل العقوبات الإلهية ومن دون تفرقة. هل فكرت بينك وبين نفسك ما تسببه أفعالك وأقوالك من آلام نفسيَّة للمرأة، فأنت تحب أن تستحوذ على قيادة زمام كل أمور الزوجة والأولاد وإلقاء الأوامر، أما التنفيذ فتشرف عليه وفي الوقت نفسه تعيش حياة أخرى؛ لأنَّ كل شيء في مملكة الرجال مباح فأنت دوماً على حق، فأخطاؤك كلها سببها المرأة، فعندما تنشغل ولا تمارس واجباتك تكون هي السبب؛ لأنَّها لم تحافظ عليك ولم تجعل لك البيت جنة وارفة الظلال؛ حتى تستطيع أن تستمتع فيه وترى من وجهة نظرك أنَّ المرأة يجب أن تتحمل كل شيء وأي شيء في أي وقت. إنَّها تطلب منك أن تسمعها ما يسعدها وتمنحها حبَّك وحنانك حين تحتاجك لا أن تبحث عنك فلا تجدك. استوعب أنَّها لا تريدك أن تحتكر لنفسك كل شيء: المعرفة، الحكمة، الحب، والذكاء، والسياسة، فهي تريد أن تفكر معك في كل صغيرة وكبيرة، قد لا تفهمك في بادئ الأمر، لكن تحملها، فبالصبر والحب ستفهمك وتناقشك وتبدي رأيها في كل شيء يخصك فذلك يشعرها بوجودها. أرجوك لا تدعي التحضر والتمدن وفي أعماقك يعيش رجل بدائي، فهي تريد أن تفهمك وتفهمها، وأنت إلى جانبها بكل جوارحك ولو للحظات تريدك أن تبدي رأيك في كل كتاب تقرأه، وفي كل ثوب تلبسه وفي كل طعام تقدمه وتحب أن ترى بصماتك في كل قطعة أثاث؛ حتى تستنشق حبك في كل ركن من أركان المنزل. سيدي الرجل لا تغضب مني فأنا لا غنى لي عنك، ولا أستطيع العيش من دون وجودك إلى جانبي فأنت تكملني، ولا أريد منك سوى حقي الذي شرع لي، وأن ترضى لي ما ترضاه لنفسك، وأن تسير معي بحب ومودة وتشعرني بوجودي وكياني وأنوثتي