mena-gmtdmp

سلسلة حموات غاردن سيتي (1 من 3)

مبارك الشعلان

قبل فترة قرأت في باب طلبات الزواج في إحدى الصحف عن شاب يريد أن يتزوج، ولكن بشرط أن تكون الفتاة يتيمة من ناحية الأم.. استغربت لحظتها ولم أفهم مغزى ذلك ونسيت الموضوع.

وجاء من يقدم لي السبب ويفهمني المغزى الذي لم أفهمه! فهو يريد أن يتزوج من امرأة بلا حماة.. فهي أصبحت بعبع الحياة الزوجية، لدرجة أن الزواج الناجح أصبح يشترط أن يكون بلا حماة؛ لكي يكون ناجحًا.. فالحماة إذا دخلت باب الحياة الزوجية هرب الحب من الشباك.

وهي لم تكتف بدخول باب الحياة الزوجية.. وإنما تجاوزت لدخول باب المحاكم، وتكون سببًا كافيًا للطلاق.. فالحماة غالبًا ما تكون سببًا لتزويج ابنتها ودخول بيت العدل.. وبنفس القدر تكون سببًا لدخولها وزارة العدل؛ حيث الطلاق.. وهو ما حدث فعلاً في محكمة إيطالية؛ حيث قام القاضي بالحكم بطلاق زوجة؛ بسبب تدخل أمها في حياتها الزوجية بعد أن كانت سببًا في زواجها.

وفي القاعة المقابلة للقاعة التي تم فيها الحكم كان القاضي يحكم بقضية مشابهة؛ حيث حكم بتطليق زوجة كانت قد طلبت الطلاق لكثرة تدخل حماتها، وهي قالت للقاضي: «إن زوجي عبد لأمه وهو يتمسك بكل ما تقوله أمه. فهي تتدخل بكل شيء يخصني؛ من زينتي إلى أسلوبي في الريجيم. إنه ابن أمه!!».

المشكلة أن كل رجل ابن أمه.. حتى لو لم يكن ابن حلال.. فهو ابن أمه.. والزوجة تشتكي من كونه ابن أمه.. فماذا يفعل الرجل؟!

الشيء الوحيد أمامه أن يرسلها إلى أمها قبل أن ترسله هي إلى أمه! أو ترسله إلى القفص الحديدي بدلاً من القفص الذهبي وهو ما حدث مع عريس في مصر حاول قتل حماته بعد عقد قرانه بساعة واحدة فقط لا غير فهو طلب من حماته أن يختلي بعروسه لكنها رفضت.. فحاول قتلها، فدخل «القفص الحديدي» بدلاً من القفص الذهبي ليلة الدخلة!!

وإذا كانت قضايا الحماة في المحاكم غريبة وطريفة.. فإن القضية الأكثر غرابة وطرافة هي التي قام بها زوج رفع دعوى على حماته.. ليس لأنها تتدخل في حياته وتفسد بينه وبين زوجته.. ولكن لأنها مفترية وتستغل ضخامة جسدها مقابل نحافته.. وتجبره على القيام بجميع الواجبات المنزلية التي يجب أن تقوم بها ابنتها مثل غسل الأطباق، وتجهيز الطعام، ومسح الأرضيات!!

وقال في دعواه إنه كثيرًا ما تعرض للضرب والتوبيخ، حتى في وجود الأهل والأصدقاء.. وكان يتحملها ´علشان خاطر عيون ابنتها.. الأكثر غرابة من ذلك أن المحكمة رفضت دعواه بعد أن رفضت ابنتها الشهادة ضدها.. وهذا يكفي لأن يؤكد أن كل زوجة هي حماة تحت التدريب تنتظر بفارغ الصبر أن تتخرج لتعمل حماة بالأصالة!!

يتبع...

 

شعلانيات:

في الحرب قانون يقول: كل موقع تحاصره ولا تصله أية نجدة من الخارج، فمصيره الاستسلام، وكذلك الحماة!

إذا اعترفت حماتك بأنها غلطانة، فيجب أن تسارع بالاعتذار لها فورًا!

في السياسة والحب والبحر والحماة من بعيد، من الشاطئ أجمل!