mena-gmtdmp

كفاك غدراً

أميمة عبد العزيز زاهد
صدمت فيك صدمة هزت كياني، وشلّت أطرافي وتفكيري، وجعلتني مسلوبة الإرادة، مسلوبة المشاعر بعد أن طعنتني في أغلى ما أملك، طعنتني في أنوثتي، وفي إحساسي كامرأة، ومزقت كياني وكبريائي، وشككتني في نفسي التي يدور فيها ألف سؤال وسؤال لماذا؟ هل هناك خلل ما، أم أنها إغراءات خارجية سيطرت عليك في لحظات ضعف منك… جعلتك خائناً، ومخادعاً يا شريكي العزيز، لقد عشت بين أحضانك وأنا أشرب من كأس حبك بكل طمأنينة، ولم أكن أتوقع بأن اليد التي منحتني الحنان هي نفسها التي سقتني السم والهوان… لا أعرف كيف أبدأ وكل ذرة في جسدي ترتعش من الحقيقة التي رأيتها، ولم أصدقها وأنا ألهث لهاث الخائف، الذي يتمنى أن يكون من شدة خوفه يهذي فيرى أوهاماً… قل لي ما السبب الذي دفعك لخيانتي؟ فأنا كنت معك في ليلي ونهاري لحظة بلحظة أشاركك أحاسيسك ومشاعرك، كنت معك في كل مراحل حياتك، سلمتك عمري تسيره كيفما تشاء، تركتك تتصرف في كل شؤوني وكل ذلك بدافع حبي، واحترامي، وتقديري لك، ولأني لم أتوقع في يوم ما أن تكون غير ما عرفتك عليه، ولأني لم ولن أتصور أن تصل إلى درجة يمكن أن تخدعني، وتخونني خيانة لا تغتفر، ترى هل كنت زوجة غافلة.. أم أن هناك غشاوة على عيني تدعي الثقة العمياء، لماذا؟ قل لي ما هو عيبي حتى أعالجه وأتلافاه؟! فأنا طوال عشرتي معك كنت نسخة منك، تطبعت بطباعك، أصبحت أحب ما تحبه، وأكره ما تكرهه، وكنت أهم من أي شيء آخر في حياتي، لماذا؟ ترى ما هو الذنب الذي اقترفته حتى تسبب لي كل هذا الألم؟ لقد حاولت أن أعرف سبب تحولك المفاجئ في الفترة الأخيرة، وكنت أراك وأنت تشغل نفسك، وتبتعد عني بمشاريعك، وتتركني لساعات متأخرة من الليل، حاولت المستحيل لمعرفة ما بك، وكنت أداعبك وأخبرك بأني بدأت -ولأول مرة منذ سنوات زواجنا الطويل- أغار عليك لانشغالك عني، وكيف أكون أمامك ومعك ولا تفكر فيّ فأنا أريدك بجانبي، وأذكرك بأوقاتنا السعيدة، ولكن بيني وبين نفسي كنت أشفق عليك، وأنظر إليك بحسرة وأقول: مسكين.. إنها هموم الحياة ومشاكلها. وكنت أبذل جهدي لمساعدتك والتخفيف عنك… تخيل أنت بعد ذلك كم تكون صدمتي عندما أكتشف بأن سبب انشغالك توجيه رغبتك الجامحة لغيري، وفي عقر داري، وفي لحظة مواجهتي لك انهرت، وبكيت، واعتذرت، وندمت، وادعيت بأنك غير مدرك لما فعلت، وتريد مني أن أصدقك وأسامحك… قل لي كيف هان عليك أن تبتسم في وجهي وأنت تخونني؟! أخبرني.. ألم تخف أن تنطق جدار الغرفة وتصرخ وتقول لك كفاك؟ ألم تخف أن تنطق صورتي وتصرخ وسادتي في وجهك؟ وتقول لك كفاك غدراً أيها الخائن   همس الأزاهير المرأة التي تقول: إن جميع الرجال خونة لا يعني أنها جربت الرجال جميعهم، بل كان الرجل الذي خانها يعني لها كل رجال العالم!.