
د. سعاد الشامسي
أول مهندسة طيران إماراتية
مستشارة فنية لمشروع مطار أبو ظبي الجديد

وها قد خطت سماء المدينة وتشكلت بألوان الألعاب النارية، وتداوت أصوات الأعيرية، وحفت الأزقة بأوراق الزينة، وانتشر البعض خارج منزله، حينها امتلأت الشرفات - عن بكرة أبيها - بذويها...

لم يعلم أحدنا أن ما عافر في أدائه واندملت الأيدي بتحقيقه، هو ذاك الحبل المتين؛ الملفوف بعناية فائقة، حول عنق بات محلقاً.

الحياةُ بطبيعتها مليئةٌ بالهموم، يُزاحِمُها القلق والمتاعب.. وتُعثِّرُنا في مواقفَ لا تُحصى، ما بين حُزنٍ ويأس، تعبٍ وهلاك..

إن الشفاءَ من المرضَ يبدأُ من الداخل، ينبُعُ مِن القلب، حين يكون فيه قدرٌ من الإيمان..

مهما ضاقت بِك الحياة، فرجاءً حاوِلْ ألا تسقُط.. ألا تهزمك الأيام والليالِي العجاف.. ألا تُبرحك الأقدارُ ضرباً على ظهرك.. لا تسقُط، مهما حُمِّلت من أثقال الحياة وهمومها.. ...


ها هو الحُزْنُ وما يفعلهُ بالبشر.. آهٍ مِن قلوبِنا الصدئة، تحللت أوتارُها في مُجريات الزمان.. وتآكلت حوافُّها مِن مِلح عابث..

الرحيل في قانون الحزن عدلٌ واضح.. وأتساءل.. هل الماضي حقاً هو مصدر تِلكَ الأحزان والهموم؟ هل ذكرياتنا هي ما تجلب معها كل شعورٍ باليأس والانهزام؟!