أسعد نفسك بنفسك!

أميمة عبد العزيز زاهد


قالت: كم تحاورت معك حتى تصل علاقتنا لبر الأمان، وحتى نعيش في وئام وهدوء بكل صدق وحب وإقبال، فقد كانت رغبتي أن أعيش حياة سعيدة، خاصة أن زواجنا مرّ عليه سنوات، وأنا لا زلت أدور في نفس الدائرة، ومازالت احتياجاتي ورغباتي ومتطلباتي تحت قيد التنفيذ، ومازلت أنت غير مقتنع بأن الحياة مشاركة وعطاء واهتمام متبادل وليس من طرف واحد، ومازلت ترى أن الزوجة هي المسؤولة عن تحقيق كل رغبات زوجها، وأن دورها ينحصر في كيانه ويدور حول كوكبه، وأنها المرسل فقط والزوج يستقبل، أخبرتك بأني تعبت وبأني غير سعيدة في حياتي، ولكنك أخبرتني بمنتهى الصراحة والوضوح بأنك سعيد ومرتاح في حياتك معي، وصدمني ردك القاتل؛ بأن كل إنسان هو من يحاول إسعاد نفسه.


سؤالي: من ألبسك هذه الشعور بالارتياح، ومن أدخل السعادة في حياتك؟ هو أنا؛ لأني أبذل كل جهدي لتلبية احتياجاتك ومتطلباتك ورغباتك، حتى دون أن تطلب.


فمن لحظة دخولك للمنزل وأنت تتقلب بين راحة وخدمة، أهتم بكل تفاصيلك، ولا أحاول حتى أن أخبرك بمعاناتي النفسية والمعنوية والعاطفية، وأقول لنفسي: «لعل وعسى في يوم ما يشعر»، ولكن طال ظهور هذا اليوم، ونفد صبري ونفد عطائي.


لأنك نسيت أني امرأة وأنثى وزوجة؛ أحتاج منك الاهتمام، أحتاج أن تُشعرني بالسعادة، وكانت تلك الحكمة الوحيدة هي التي استفدتها منك، وسأعمل على إسعاد نفسي، وسأبحث عن سعادتي بنفسي، فقد كنت مؤمنة بأني إذا أسعدتك في المقابل ستسعدني، وإذا أعطيتك ستعطيني، وإذا منحتك الحب؛ سوف تغدقني حناناً وعطفاً واهتماماً، وبفضلك تغيرت نظرتي لمفهوم الاستقرار والسعادة. إن منحك وتعويدك على العطاء بدون مقابل أصبح بالنسبة لك حقاً مكتسباً وواجبات ضرورية.


لذا قررت من لحظتها أن أنفذ نصيحتك؛ سأسعد نفسي، وسأعود لممارسة نشاطي، كما تسمح ظروفي وليس ظروفك، وسأسحب خطوة بخطوة اهتمامي، وأرى لحظتها كيف ستكون سعيداً، ولتسعد نفسك بنفسك.


كلمات أخيرة أوجهها لك بكل صدق، لعلك تدرك نفسك قبل فوات الأوان يا سيدي، شخصيتك التي تتميز بها هي من أوصلتك لمفاهيم خاطئة تدمرك قبل أن تدمر من حولك، فالنرجسية وصفة «الأنا» المتمركزة في أعماقك، والأنانية التي تحيا بها؛ تجعلك تتناسى أفعالك وتحاسبني على ردود أفعالي، وأنت تعلم علم اليقين أن السبب وراء تصرفاتي هي ردة فعلك القاسية.
فمن الغباء أن أعيش الوحدة وأنت معي تستغرق في نوم عميق، بينما تنتابني أعراض الأرق والاكتئاب والحرمان من الشعور بالأمان والاستقرار.


وأنا لن أستمر في علاقة استنزفت طاقتي الإيجابية، وقتلت مشاعري ببطء، فأنت لم يعد لديك رصيد عندي؛ لأنه أصلاً لم تزرع بداخلي أي رصيد.


وفي النهاية اكتشفت بأنك لا تستحق أن أرهق نفسي من أجلك، وسأتجاهلك ما دمت تتجاهلني، وسأهتم بمن يهتم بي، وسلاماً على من سيرحل من حياتي.