إنهم من كوكب الطيبين!!

مبارك الشعلان

 


أنتمي إلى جيل جميل في ذاكرته صورة «الكاتبحالجي»؛ الذي يكتب بخط جميل، وبورق تفوح منه رائحة الكلمات التي ليست كالكلمات، فأحاول في كل مرة أكتب فيها؛ أن أكتب بالقلم لا بـ«الكيبورد»، فهذه متعة لا يعرفها إلا الراسخون في علم الكتابة من جيل الطيبين، بعد أن تحولت الكتابة بـ«الكيبورد» إلى شيء أشبه بمنتجات المصانع المعلبة؛ فهي بلا روح ولا طعم ولا نكهة!


أن تكتب بقلمك فهذه نعمة عظيمة وإحساس جميل، لا يعرفه إلا من يشعر بجمال الخط، ورائحة الورق، فزحمة الأجهزة والموبايلات أفسدت كل إحساس جميل.


كنا نسمع ونقرأ عن hand made؛ كناية عن البضاعة الفاخرة التي تصنع باليد، كنا نسمع عن «رولز رويس»، ونقرأ أن بعض الصناعات الإنجليزية الفاخرة من نوع صناعة يدوية hand made؛ رولز رويس بفخامتها، الصناعة الإنجليزية بتميزها، السجاد الإيراني الفاخر بروعته، الساعات السويسرية بعراقتها، فأخذت روعتها وعراقتها وتميزها وفخامتها؛ لأنها صنعت باليد.


الكتابات العظيمة الرائعة أخذت روعتها؛ لأنها كتبت بخط اليد، فـ«الكيبورد» أفسد كل ما هو جميل في الكتابة، و«الداون لود» أفسد كل ما هو جميل في عالم القراءة. من يكتب بـ«الكيبورد» كمن يقرأ كتابه المفضل على صفحات الهاتف الجوال.


Hand made من فنون جميلة صناعة يدوية؛ دليل على جمال صنع يد الإنسان، دليل على أن من لا يزال يكتب بيده hand writing هو إنسان جميل بالتأكيد؛ فهو من جيل الزمن الجميل، وهؤلاء يجب تكريمهم والاحتفاء بهم، وكأنهم من كوكب آخر، إنهم من كوكب الطيبين!!

■ شعلانيات:
* من لا يتألم لا يتعلم!
* الشخص الذي يتحمل كثيراً حين يتغير؛ لن يعود كما كان أبداً!
* ما أروع الشخص الذي لا يتكلم كثيراً، لكنه إذا تكلم أسكت الجميع!
* ويبقى الله حين لا يبقى أحد.
* ستدرك يوماً أنك كنت قلقاً أكثر مما ينبغي، وأن الله دبّر لك كل شيء بأحسن مما كُنت تتمنى!