مساحات مجهولة

محمد فهد الحارثي

 

ما أجمل لحظات العمر التي ارتدت ثياب الفرح منذ أن دخلت حياتي، وما أكرم الحياة إذا منحت. ويالجمال الألوان، وما أروع تعاقب الليل والنهار. كل شيء في هذه الحياة ينبض بالفرح، حتى البشر أصبحوا أكثر لطفاً وطيبة.

أشتاق إليك بكل معاني الكلمة. وقلقي أن يأخذني هذا الإحساس إلى أقصى المدى، إلى المساحات المجهولة. إلى المنطقة التي لا تقبل التراجع، اتجاه واحد ومسار بعيد، وخطوات أمشيها يدفعها إليك الحنين.

تعودت أن أتعامل مع حياتي ببساطة. عالمي محدود واهتماماتي منظمة. عالمي ليس صعباً وليس معقداً. ولكنه متفاهم ومتجانس. وأيامي لم تكن مثيرة، بل كانت متشابهة وعادية.

وجودك في عالمي أتى كالزلزال، غيّر خارطة حياتي، تدخل في كل شيء في برامجي، هواياتي، صداقاتي، ماعادت حياتي كما كانت. تيار لايقاوم. يخرجني من هذا العالم بكامله إلى عالم آخر ليس كبقية العوالم. شيء مختلف واكتشاف جديد.

معك الأحاسيس لها لغة مختلفة، فحينما ألقاك تتغير القوانين، وتنعدم قوة الجاذبية. يصبح محور الكون أنت، والباقي فراغ. وعندما أستيقظ في صباحي أفرح، لأنه يوم جديد سوف ترتوي فيه عيناي برؤياك. أصبح هناك مبرر كافٍ لكي أعيش يومي، وأنتظر غدي. كل التفاصيل الصغيرة أصبحت تسعدني. لقد فتحت لي بوابات السعادة، وعلمتني أبجديات الحياة، وأعدت لي عمري المفقود.

اليوم الثامن:

كثير من الأشياء حولنا نتجاهلها
وعندما نغادر نكتشف كم كانت جميلة