التماهي بلا تسلط!

جيهان كندي


أخبرتها بأن: «نني» العُيون، حناء الكُفوف، حشَاشة الجوف، وذهب المَعَاصم كانوا أشخاصاً! أصبحوا من شدة الحب جزءاً من المحبوب.. «مجرد فذلكة مشاعر» أركن إليها حين أعجز عن وصف علاقة معقدة!
قبل أن أنهي حديثي، قالت: التماهي أبلغ صور المحبة! ليس أجمل من أن تسمع ضحكتك على شخص، أو ترى أسلوبك في طريقة كلام أحدهم تكنّ له الاحترام! يخبرك بذلك أنه يلتقي معك في إحداثيات هذه الحياة كثيراً...
أقدر لها هذا التكافؤ فلم تبذل جهداً لفهمي، ولم أجاهد في التعبير لتفهم هي!
من هدايا الرحمن «صداقة الفكر» المغلفة بالتفاهم والامتداد الفكري.. وسيكون تبادل أطراف الحديث حينها منبراً من منابر الاستكنان..
إن كان لك صديق يبدأ هو بالمبتدأ وينتهي عندك الخبر.. وحديثكما دائماً يأتي على وزن وقافية؛ اعلم بأنك من أسعد البشر.. قُربه راحة وعافية!
الغُربة أحياناً تُقاس ببُعد المسافات في الفهم.. كأن تقول وتقول... ولا أحد يفهمك! ولا تجد سوى تفسيرات خاطئة تقلب النيات، وتقلل من شأن فكرة!
من أثقل المجالس عندي تلك التي أشرح بها ما أقصد! أو تجعلني في وضعية الدفاع الدائم عن منطق ورأي! الحوارات التي تجعلني أقف عند كل فاصلة وواصلة، وأقفز فوق ما لا يجب بحصان لساني؛ حتى لا تكون له كبوة لا يعرف الوقوف بعدها!
يعجبني من يعرف كيف يتبادل الأحاديث، يعرف متى يستمع بلا مزايدات، ومتى ينبهر، ومتى يصبح الصمت واجباً! يتعجب برفعة حاجب و«كفى»، وينهي مفارقة بابتسامة!
أحمد الله أن بحياتي من يبدأ حيث أنتهي، والعكس صحيح... بلا تسلط ولا إكراه..
الموضوع أجده تناسقاً وانسياباً، مثلما نختار ثياباً وأثاثاً مريحاً!
دائماً ما أحرص على الاحتفاظ بمن لديّ معهم تماهٍ بلا تسلط، وحريصة على تطوير مهارات التواصل معهم. كأن أقرأهم قبل أن ينطقوا، وأتفهمهم حين لا يناسبني الحديث!
ارتداء فكر وروح فضفاضة تتسع للجميع؛ يمتد ويتقلص على حسب من نجالس! من مهارات التواصل التي نفتقر إليها... فالمقاس الواحد لا ينفع إلا لمحدودي الفكر والتعامل.
لتحلقوا بأحاديثكم، انتقوا من تحاورون!! وإن اضطررتم إلى سواهم! فأخبروهم بأن يتركوا التطرف، الشخصنة، والمحدودية بالخارج مع أحذيتهم!!